صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتب أحمد فلمبان
- القراءة هي الموسوعة المغذية التي سوف تغذي الخيال الخصب لدى الكاتب .
حوار : سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معك.
نرجو أن تنور القراء الكرام بومضات من سیرتك الذاتیة ؟
في البداية ... دعوني أرحب بالسيدات والسادة من القراء الأعزاء وأحب أوجه عبارات الشكر والتحية إلى هذه الصحيفة على إتاحتهم الفرصة لأجل إجراء هذا الحوار معكم وأتمنى أن يكون الحوار ممتعاً وشيقاً وشاملاً لمعظم ما قمت بإنتاجه حتى اليوم من الناحية الأدبية. و إجابةً على سؤالكم فمحدثكم هو أحمد حسين فلمبان. من مواليد مدينة مكة المكرمة عام 1990م. كاتب ومؤلف وحاصل على شهادة البكالوريس عام 2013م من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية بتخصص المحاسبة ولدي كذلك موهبة السباحة والشغف بالطبخ.
*ماھي أھم نتاجاتك الأدبیة المنشورة منھا والمخطوطة، التي لم تنشر بعد ؟
في الحقيقة أملك ولله الحمد 4 أعمال أدبية. صدرت 3 منها فقط وهي بالترتيب بحسب الإصدار, كتاب قصة فشل الذي صدر لأول مرة عام 2016م ثم قمت بسحبه من الأسواق لعدم نجاحه من حيث المبيعات ثم أعدت إصداره من جديد مع دار نشر سعودية مختلفة عن الدار الأولى وكانت سنة إعادة الإصدار هي 2022م. ثم كتاب كسرة خبز الذي صدر عام 2017م ثم قمت بسحبه هو الآخر مع كتاب قصة فشل لعدم تحقيقه أي مبيعات مجزية بالإضافة لأسباب أخرى, ولكن لم أقرر حتى الآن ما إذا كانت هناك نية لإعادة إصداره من جديد أو لا. وبعد ذلك يأتي كتاب علمتني أنا الذي صدر عام 2020م ولازال متاحاً للحصول عليه من خلال موقع أدب بوك. وفي العام الماضي 2023م توجت آخر عمل صدر لي وهو كتاب أحاديث مجهولة.
* لكل كاتب مبدع بدایة تشھد له أمام الملأ فمتى كانت بدایاتك الأولى للكتابة ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك دفعك لكي تخوض ھذا المجال؟
-البدايات الأولى لي مع الكتابة كانت مع عمر الزهور وقت كان عمري 14 سنة يعني ما بين 2004 و 2005 لأنني شاركت في مسابقة أدبية تم تنظيمها على مستوى إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة وكانت من عدة فئات وأنا
شاركت في فئة القصة القصيرة وحصلت وقتها على المركز الرابع على مستوى إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة.
وبعد ذلك قمت بإنشاء مدونة خاصة لي باسم Scrambled ومعنى هذا الاسم أي الشيء المخلوط أو المختلط
وأعني بذلك مجازياً ,الكتابة بالمدونة عن أي موضوع وليست هناك مواضيع معينة أتحدث فيها من خلال هذه المدونة. وقد أنشأتها عام 2013م ولازلت حتى اليوم مستمراً بالكتابة فيها وعما قريب سأقوم بنشر مدونة جديدة أسميتها "إنجاب" ثم أتت الفرصة لي عام 2015م بعد زيارتي معرض جدة الدولي للكتاب في تلك السنة وكنت قد قررت مسبقاً أن أكتب تجربتي التي خرجت منها للتو بعد الانتهاء من حلم السفر إلى خارج أرض الوطن وكانت من خلال رحلة الابتعاث التي انتهت في يونيو 2015م. ولذلك قررت تدوينها وكتابتها وفي معرض الكتاب الذي زرته ف تلك السنة, وجدت أحد الناشرين جزاه الله خيراً قد دعمني بالنشر ومن دون تكلفة خصوصاً وأنه العمل الأدبي الأول بالنسبة لي. لكن في عام 2017م, وبعد أن امتلكت كتابين منشورين في تلك السنة, لم أكن حينها على تمام اليقين بأنني شخصٌ كاتب ومتمكن من الكتابة, إلى أن شجعتني الأستاذة القديرة/ إيمان بادخن في أغسطس 2017م وقالت لي بأنك كاتب وستكون كاتباً كبيراً بإذن الله تعالى مع السنوات القادمة. ومن وقتها قمت بإطلاق اسمي الفني الخاص بي وهو "إبتسامة قلم".
من كتبك المنشورة" قصة فشل" ھل لك أن تنور القارئ الكریم عن ماذا یتحدث وما ھي مخرجاته النھائیة على المجتمع ؟
-إن كتاب قصة فشل يتحدث بشكل مختصر عن حلمٍ طموح بدأت أفكاره تأتي إلى عقلي منذ أن كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريباً. حيث كنت أستلقي على ظهري في مكانٍ ما بمدينة مكة المكرمة خلال رحلة العودة على الأقدام من المدرسة المتوسطة إلى المنزل, وكنت أنظر نحو السماء وأحلم بالسفر إلى خارج الوطن من أجل الالتقاء بالشعوب الأخرى والتعرف على ثقافات أخرى وكذلك محاولة التعرف على كيف يعيش البشر في خارج
أرض السعودية. ثم كبر الحلم وأصبح هدفاً من الأهداف خلال مرحلة الثانوية أي أن هناك نسبة 50% للتنفيذ و %50 لعدم تنفيذ الهدف. وبعد ذلك أصبح هذا الهدف خطة شاملة للسفر من خلال الابتعاث الخارجي لإكمال
دراسة الماجستير ف تخصص المحاسبة. وقد بدأت في إنشاء هذه الخطة من السنة الثالثة للجامعة وعلى مدار عامين متكاملين تقريباً بمعدل 8 ساعات من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر من أجل القراءة بشكل مستفيض والبحث والاستزدادة أكثر وأكثر عن مهمة السفر القادمة وخصوصاً أنها أول مرة لي في حياتي أسافر خارج حدود الوطن. وأخيراً أبدأ في سرد كل التفاصيل التي حدثت معي هناك خلال رحلة الابتعاث التي امتدت إلى 18 شهراً تقريباً أي بحدود سنة ونصف السنة وأخيراً أتحدث عما حدث ف نهاية الحلم وماهي اللحظات التي عايشتها في النهاية ولا أستطيع البوح عن النهاية لكي أدع المجال للقارئ أو القارئة في استكشاف النهاية بأنفسهم. وعن سبب اختيار عنوان الفشل كعنوان للكتاب فأعتقد من وجهة نظري أن سير الطلبة المبتعثين مليئة في المكتبات وبين صفحات الكتب. لذلك أحببت أن أأتي من زاوية لم يأت بها أحد من قبل ولربما لم تكن قصة فشل, ربما هي قصة نجاح أو مرحلة بالحياة, أو اختبار من اختبارات الحياة ولذلك فإن لكل قارئ أو قارئة حرية اختيار الاسم الذي يناسب هذه القصة بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب.وأتمنى أن تكون قصة الكتاب هي إلهام لغيري من أجل أن يحلم وأن يكون لهم هدف محدد في حياته لأجل الوصول إليه ودعيني أقتبس نصاً من كتاب قصة فشل النص التالي:- "وأما نصيحتي الأخيرة لك:- فدائماً اجعل في حياتك كما أسميها (أحجار الصد الطرفية) وهو تصورٌ أراه مهماً جداً في حياتك من وجهة نظري الشخصية, حيث تعلمت أنا, من خلال عمليات التخطيط المستمرة, أن تضع في حياتك أشياء تدفع خططك نحو الاشتعال والبقاء ساخنة لأطول فترة ممكنة. ومن ذلك أن تعيش أحلام اليقظة, وأن ترى نفسك في المستقبل, وأن تعيش عالمك الخاص حتى لو كان بعد مائة سنة. فمثلاً لو كنت تخطط لأن تصبح رجل أعمال, فحاول أن تعيشه من الآن وحاول أن تتخيل حياتك تماماً كحياة رجال الأعمال. هذه المحفزات تدفع بخططك نحو البقاء والسرعة في التنفيذ, والأهم السرعة في الوصول نحو هدفك والقدرة على تحقيقه في أقصر فترة زمنية ممكنة".
*ھل تقییم الكتب من قبل النقاد یفید الكاتب بشيء ویقیم نتاجه ؟ وكیف ترى الظاھرة النقدیة للكتب الصادرة الآن ؟
في الحقيقة السؤال من شقين ولكي أجيب على الشق الأول فأقول نعم... تقييم الكتاب ونقده يفيد الكاتب كثيراً من أجل التطوير والتحسين ولذلك لم أقرر إعادة نشر رواية كسرة خبز لأنني لم أتلق حتى اليوم أي آراء
نقدية حول الكتب السابقة التي أصدرتها. وهذا طبعاً بالنسبة لي أسبابه واضحة للغاية وهي حياة التهميش التي عشتها في مرحلة من حياتي خلال الست سنوات ماضية من ديسمبر عام 2017م حتى يناير 2023م ولم أكن تحت مجهر المناقشة الأدبية ولم تتم مناقشة أعمالي الأدبية عدا أمسية وحيدة من خلالها عرض كتاب قصة فشل مع الشريك الأدبي ف مدينة أبها سنة 2021م ولم تكن أمسية نقاش وشخص يحاورني ويسألني عن الكتاب بل كانت أمسية عرض تحدثت فيها وحيداً من خلال شرائح العرض عماذا يتحدث كتاب قصة فشل وبعد ذلك لم تكن هناك أي دعوة تم توجيهها لي من قبل أي جهة لأجل مناقشة ما أنتجته من أعمال أدبية, بعكس حياتي الحالية في مدينة جدة والتي استمرت قرابة العام منذ فبراير الماضي 2023م والتي استطعت من خلالها بناء العديد والعديد من العلاقات مع المجتمعات الأدبية والثقافية وأستطيع أن أرى نفسي أنني لازلت ف بداية مسار التصحيح وأتمنى أن يكون عام 2024م بإذن الله تعالى هي السنة السعيدة بالنسبة لي وذلك من خلال عقد العديد من جلسات المناقشة الأدبية لوضع أعمالي الأدبية الثلاثة تحت مجهر المناقشة والنقد الأدبي البناء حتى أستطيع الاستفادة من هذا النقد في تطوير كتابتي وأعمالي الأدبية وأستطيع كذلك الاستمرار في الكتابة وتقديم المزيد من الانتاجات الأدبية ... لذلك بالتأكيد تقييم الكاتب ونقده هو نقطة محورية تدفع الكاتب إما للاستمرار في الكتابة أو التوقف والعزوف عن إكمال ما يحلم بداخله من إيصال رسالة رائعة إلى المجتمع. وعن الشق الثاني من السؤال فأنا في الحقيقة لست بناقد أدبي أو فني حتى أستطيع نقل الصورة الحالية لعالم النقد الأدبي للأعمال الأدبية الصادرة الآن خصوصاً من الكتاب في سن الشباب والذين يحتاجون بالفعل إلى تقييم أعمالهم بنقدٍ أدبي بناء وفعال وصحيح لأجل أن يكون نموهم الأدبي سليماً وخالياً من العيوب أو الأخطاء.
* لابد من شروط موضوعیة یجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما ھي برایك ھذه الشروط ؟
بالتأكيد إن أهم شرط من وجهة نظري الشخصية لأي شخص يرغب في دخول مجال الكتابة هو القراءة. فالقراءة هي الموسوعة المغذية التي سوف تغذي الخيال الخصب لدى الكاتب في حال رغب كتابة رواية أو قصة خيالية أو أي مجال آخر من مجالات الكتابة. وعليه قبل أن يكتب أي حرف, أن يقرأ بالمقابل 100 حرف وأن تكون قراءته حرة في كل المجالات سواءً كانت روايات أو تنمية الذات أو سير ذاتية لأشخاص لهم شأن اجتماعي أو أدبي أو فني أو كذلك القراءة ف تعلم مهارات الكتابة ذاتها. ولا أنسى التأكيد على التسجيل في الدورات المساعدة التي يقدمها البعض من الأدباء والأديبات حول تطوير مهارات الكتابة لدى الشخص وكيف يستطيع كتابة أول كتاب له.
*في ختام حوارنا الجمیل ھذا، ھل من كلمة أخیرة لصحیفة صوت مكة الاجتماعیة وقرائھا؟
في الختام, فإن كل الأحرف الثمانية والعشرين حرفاً من لغتنا العربية الجميلة لن تكفي ولن تسع حجم شكري وامتناني وتقديري إليكم في صحيفة صوت مكة الاجتماعية على هذه الاستضافة الرائعة وعلى هذه الأسئلة التي أسأل الله عزوجل أن أكون قد وفقت في كتابة إجابة شافية ووافية عن كل سؤال من الأسئلة وشكراً لك أ/ سلمى البكري على هذه الفرصة مع الصحيفة وبإذن الله لن يكون اللقاء الأخير والوحيد معكم على أمل لقاءات أخرى قادمة معكم بإذن الله تعالى