الكاتب - محمد العرفج
لفت نظري أحد محاور المحاضرة في دبلوم الإعلام الجديد وتم طرح سؤال: هل يمكن أن نصنع خبر صحفي من أخبار وسائل التواصل الاجتماعي ونشره في حساباتنا أو وسائلنا الإعلامية؟
والأجوبة كانت متفاوتة لكن المحاضر أجاب بأنه لا يمكن ذلك إذ أن وسائل التواصل الاجتماعي غير ذي مصداقية وتعتبر مصدراً للشائعات..!
وهنا تذكرت حادثة حصلت حول ارتكاب الصحافة خطأ شنيعًا في أخذ شائعة على أنه مصدر خبر..!
تعود الحادثة إلى موضوع نشر خبر وفاة أحد الأدباء والمفكرين السعوديين المشهورين عربيًا وهو إشاعة..
فقد كتب أحد المراهقين عبر حساب وهمي لا يوجد له اسم حتى وإنما لقب وهذا المراهق من إحدى الدول الخليجية بأن هذا الأديب والمفكّر صديقه وقد توفي!
وبسبب قلّة خبرة أحد الموظفين المسؤولين عن حساب قناة رسمية على منصّة X فقد نقل الخبر ونشره تحت عنوان: وفاة الأديب والمفكّر السعودي…
ولأن هذه القناة وحسابها على المنصة رسمي، فقد نقل الخبر عنها من قبل قناة عربية كبيرة، وانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، حتى نشرته كل القنوات والصحف والحسابات على منصات التواصل خبرًا عاجلا..!!
وليس ذلك فقط، بل أن أصدقائه وزملائه غرّدوا بهاشتاق بخبر وفاته وحاملا اسمه تصدّر المنصّات عن مآثر صديقهم وزميلهم ولم يكلّفوا أنفسهم بالاتصال عليه والتأكد من الخبر حتى القنوات والصحف الكبرى التي لديها رقمه..!!
ولأني كنت على تواصل معه، فقد اتصلت به وتأكدت أنه بخير وعافية ولا صحة للخبر المفبرك..!!
فكتبت تغريدة تنفي خبر وفاته، واللافت أن الأصدقاء والزملاء لم يصدّقوا تغريدتي وظنوا حسابي متهكّر، فاتصلوا بي الواحد تلو الآخر حتى يتأكدوا من أن حسابي سليم، وأن ما جاء في التغريدة صحيح، في حين لم يتأكدوا من مصدر الخبر الكاذب الأول..!!