الكاتبة ـ سميرة عبدالهادي
أسدل الليل ستائره السوداء التي رصعتها وميض النجوم، ولكن القمر غاب ضوؤه واختبأ خلف الظلال، وبدأت الحرب سجالًا بين ماضٍ غاب وحاضر طرق الأبواب، آهات حنين دقت ناقوس الذكريات، شوق ونبض قلب افترشا الأرض ونثرا العبرات، نداء خافت تطاير مع النسمات، وأنين عبث بداخل القلب، نزفت منه الروح سيلًا من الدموع وعلت تلاله الصرخات، سؤال زلزل ثبات : هل استحق ذلك الجحود وإنكار الذات عذابًا وويلات ممن ظننت أنهم هم الحياة؟ كيف السبيل للملمة الشتات وتضميد الجروح ومداواة الإحساس؟ نعم هربت واختبأت في حضن الصمت ووضعت قفلاً على شفتي، ففي القلب غصة اختنقت منها الكلمات، وبهدب العين دمعة تأبى السقوط. أسير الطريق بمفردي، أحمل ثقلاً على عاتقي، أرهقتني الحظوظ وأتعبتني التراكمات. وجع الروح تحول لضحكات، اختلطت المشاعر بين الأمل وخيبة الخذلان، أصبحت حائرة بين البقاء والرحيل، التوقف والإستمرار، بين الشيء واللاشيء، بين اليأس واللايأس. رغم كل شيء كتبته، يبقى في القلب أشياء لم تُكتب ولم تُقال.