رعاية أم تربية؟!
الكاتبة/ مضيفة الجحدلي
هل نحن مشغولون عن تربية أبنائنا أم منشغلون بها؟!
أعتقد بأن الغالبية القصوى مشغولة عن تربية أبنائهم، وحتى لو تفرغوا لهم ومنحوهم بعض الوقت فإن أكثر ما يقدمونه لهم هو الرعاية وليس التربية!
للأسف نحن نغذي الأجساد أكثر من العقول؛ فنقدم لهم المأكل والمشرب والملبس ونهيأ لهم كل وسائل الراحة ناسين ومتناسين التربية والتوجيه وغرس القيم الأخلاقية السامية والتي تركناها لتغرسها في نفوسهم برامج التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي واعتمدنا عليها في ذلك اعتمادًا كليًا إلا من رحم ربي!
ودائمًا ما نردد في أسماع أبنائنا: نحن لم نقصر معكم وربيناكم أحسن تربية!
ولكننا بمعنى أدق قصرنا في التربية ولم نقصر في الرعاية، فلنحاول بقدر استطاعتنا أن نجلس مع أولادنا ولنسرق من أوقاتنا الثمينة لكي نستمع لهم ونستوعب همومهم ونساعدهم في حل مشكلاتهم حتى لا تكبر الفجوة التي بيننا وبينهم، ولنمنحهم الحب الصادق كي لا يبحثوا عنه هنا وهناك فيجدونه مزيفًا مؤذيًا لمشاعرهم..
ولنحاول قدر الإمكان بأن يكون هناك برنامجًا يوميًا تجتمع فيه الأسرة لنقاش موضوع أو قراءة كتاب أو حتى ممارسة بعض الألعاب الجماعية والتي تبعث فيهم روح السعادة والمرح..
قالت لي إحدى الصديقات :" أنه في إحدى الليالي انقطع التيار الكهربائي عن المنزل فاجتمعنا أنا وأولادي في صالة الجلوس، في البداية كنا نتذمر ومستائين من الوضع ولكن لم نلبث غير قليل إلا ونحن نتحدث عن عدة مواضيع ونناقش بعض المشكلات وطرحنا لها العديد من الحلول وتعرفت على طريقة تفكير أبنائي أكثر من السابق، كانت ليلة ثرية بالتفاصيل الجميلة وتمنيت أن ينقطع التيار الكهربائي كل ليلة لمدة ساعة على الأقل لأحظى بتلك اللحظات التي لا تنسى "
لكننا لسنا بحاجة لانقطاع الكهرباء لكي نجتمع بل نحن بحاجة لاجتماع الأسرة على قلبٍ واحد وأيدي متضامنة وروحًا مرشدة ..