المحارة
بقلم الكاتبة/ فاطمة شاجري
شاطئ جميل وحالم، زرقة البحر تلتف بنظري كسماء، وصوت الأمواج يلف مسمعي، وأنا أحتضن محارة لا أدري ما بداخلها. طالما دفعني الفضول لاكتشاف باطنها، ولكن خوفًا من أن يخذلني ما كنت أتوقعه، اكتفيت بأن أسمع أهازيج كانت تخرج من باطنها عندما أقترب منها، فتطرب مسمعي وكأنها تحكي لي قصة عبق ماضٍ لا يعود، وفيه من الحزن ما يكفي ليبقيها هكذا منغلقة على نفسها ولا تبوح بما بداخلها. سنين مضت وتوالت وطوت صفحاتها.
قصة تقول لي إنها مأساوية النهاية، وأن ثلاثة أرباع عمرها مضى وهي تحاول ترميم ما بقي منها لتعود إلى داخل الأمواج، أو أنها تبقى على الشاطئ وتظل هكذا. وفي كل مساء أدون أسطرًا عنها، ولكن لم أصل بعد إلى سرها الذي تخفيه في داخلها. أعود أدراجي وفكري حائر باستفهامات مليئة بالفضول، وتأخذني بعيدًا. إلى أين؟ لا أدري.