العنوان: (احياناً الصمت أبلغ من متاهات الكلام)
الكاتبة / حلا البرديسي
أمنت مؤخرًا بأن التشبث المفرط لا يمنع أحد من الرحيل عني، كل شخص عاتبته من أجل الحفاظ على مكانته في قلبي لم يتغير، كل التفاصيل المزعجة التي واجهت أصحابها بها وعبّرت لهم عن ضيقي الشديد منها لم يهتموا بها.. وَصلتُ لمرحلةٍ مِنَ التعب التي لا أقوى فيها على تَحسين ظَنَك الخاطِئَ بي، أصبحتُ راضِي بكل السُوء الذي تَحمِلُه لي فأنا لا أطيقُ تَصحيح أو شَرح حَقيقَة مشاعِري وسَببُ هذا الإِنهيَار.
وحده الصمت حين يسود بيننا، أدرك بأنني تغيرت ومكانتهم في قلبي تغيرت أيضًا. عندما أُعطي فرصاً كثيرة وأصبر كثيراً هذا ليس ضعفا ولا غباءً ولكن لأبتعد عنهم بعد ذلك بضمير مرتاح بدون أن يكون هناك مجال لألوم نفسي سيأتي ذلك اليوم الذي تتحول فيه كثرة الغفران إلى غضب غضب يقتلع الأشخاص من قلبي ويقذفهم بعيداً بعيدًا حدَّ الذي قد يقفون فيه أمام عيني ولكني لا أراهم"الصمت هو المحاولة الأخيرة لإخبارهم بكل شيء لم يفهموه حين كنا نتكلم. "صبري الطويل لا تظنه لامبالاة، أنا أُعطيك أطول مدة لأنها فرصتك التي توشك على الإنتهـاء، وأحب أن أنتهي منك تمامًا بلا ثغرة واحدة للعودة أو العذر"! ﺷـﻌﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻫﻮ ﻧﻔـﺲ ﺷـﻌﻮﺭ ﻧﺰﺍﺭ ﻗـﺒﺎﻧﻲﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ : ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ، ﺗﻌﺐ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ أنا ببساطةٍ لا أستطيعُ منحَ الفُرصِ بعد الآن قدّمتُ من الفرص ما يكفي حتى اليوم ،
فقدتُ نفسي في سبيلِ السماحِ للجميع
بتلافي أخطائهم ، أما الآن لم يعُدْ هناك متّسعٌ من الفرص ولا عُمراً يكفي لتحمُّل الخيبات الذهابُ وحدهُ مَن يفِي بالغرض !