تصفية مشاعر!

الكاتبة: ليالي محمد

ستقتلك المشاعر يومًا ما إذا تركتها عالقة هناك، في صدرك، بين ذراعيك، وأمام عينيك، ستدمّر حياتك!
صدّقني، الأشخاص لا يقتلون، بل نحن نقتل أنفسنا حين نسمح لمشاعر قديمة أن تسطو علينا بألمٍ كبير.
نحن نقسو على أنفسنا حين نقرّر إبقاء مشاعرنا مُحتبسة في الداخل، وننسى، قبل أن نخطو أي خطوة للأمام، أن نُفرّغ قلوبنا من كل المشاعر القديمة، المآسي، وخيبات الأمل.
كل إنسان يحتاج، ذات وقت، أن يُخرج كل ما فيه ليُعيد شحن نفسه من جديد.
حشو المشاعر لن يزيدك إلا سوءًا على سوءك، ويُضيف خيباتٍ إلى خيباتك.
أنت من يقرّر أن تبدأ من جديد أو أن تظلّ أسيرًا لشعورٍ قديم…

اسمح لنفسك، بين فترة وأخرى، أن تُخلّص روحك وقلبك من المشاعر التي استهلكتك؛ فكل شعور قابل لأن يأتي بدله شعورٌ أفضل، وكل علّة بداخلك لا تعرف سببها، هي مشاعر مُقلقة لم تستطع الخلاص منها بعد…

حتى الخوف، هو مجرد شعور يُجسّد لك واقعًا مؤلمًا، مستقبلًا مرعبًا، وقد يصل بك لحالاتٍ خطيرة، لكنه في النهاية يبقى مجرد شعور!
يمكنك بكلمة، كلمتين، أن تُنهي وجوده في حياتك!

المشاعر أمرها جلل عندما تسيطر علينا، وعلى حياتنا وأفعالنا؛ بإمكانها أن تُوقف حياة شخص إذا استمرت في السيطرة عليه!
أتذكّر أني قرأت موضوعًا منذ وقتٍ قصير، أننا نَحمل ونتحمّل مشاعر فوق طاقتنا، وقد تكون هذه المشاعر من ماضٍ قديم، لكنها ما زالت تسكننا وتسيطر علينا للحظات دون أن ندرك ذلك، فتُسبّب لنا أمراضًا عضوية ونفسية قاتلة.

لهذا السبب، علينا دائمًا أن نتأكد، بعد مرور كل مرحلة صعبة من حياتنا، من أننا استعدنا طاقاتنا وجددناها بأنشطة أو فعالية نستطيع من خلالها أن نُعبّر عن غضبنا، عن كرهنا، أو أيًّا كانت هذه المشاعر، حتى لو تجسّدت في البكاء.
فالبكاء طريقة أخرى للعلاج، يمكننا من خلاله أن نفرّغ أكبر قدر من مشاعرنا، وأن نُعبّر عنها بشكلٍ أفضل…

كل شخص يختلف بأسلوبه عن الآخر في التعبير عن نفسه، وكل أسلوب هو طريق حقيقي نصل من خلاله إلى أنفسنا؛ لنتنفس الصعداء أخيرًا، وندرك أن كمّ المشاعر السلبية التي كانت مُحتبسة داخلنا رسمت مسافة طويلة بيننا وبين أرواحنا، فأمسى الطريق طويلًا إلى ذواتنا، وأصبحنا نخاف الابتعاد أكثر عن أنفسنا، فتراودنا مشاعر كالخوف والقلق والكتمان.
لذلك، يجب علينا حماية أرواحنا قبل أن نصل إلى مرحلة نقطع فيها شوطًا بعيدًا عن أنفسنا، فنظلّ سنين طويلة باحثين فيها عن حقيقتنا… ولا نجدها أبدًا!

صخب القلب