حياة في ظل الخوف
بقلم/ مضيفة الجحدلي
يمر الإنسان خلال حياته بأحاسيس ومشاعر متباينة مثل الفرح والحزن، الحب والكراهية، الخضوع والكبرياء، وجميع هذه العواطف تؤثر على حياته سلبًا كانت أو إيجابًا، ولعل من أكثر مايؤرق حياة الإنسان ويمنعه من ممارستها بشكل طبيعي هو ( الخوف )..
فالشخص الخائف تجده دائم التفكير والتردد في اتخاذ القرارات، ولا يقدم على خوض تجارب جديدة في حياته، وهو كذلك لا ينفك عن الالتصاق بجدار عقله المنغلق، الذي يظن سوءًا بكل مايحدث حوله؛ فلا يتوقع إلا نزول المصائب والكوارث، ولا يعطي لنفسه فرصة في تأمل لحظات الأمان إذا زارته!..
هناك من يخاف من الماضي ويراه كابوسًا يلاحقه بالرغم من اندثاره، وآخر يرعبه المستقبل وماذا سيحدث له فيه، والمستقبل علمه عند الله عز وجل، وهناك من يفزع في كل لحظاته، فتجده لا يهدأ ولا يرتاح له بال حتى تتحقق مخاوفه؛ عندها يوقِّع عقودًا أخرى مع مخاوف جديدة!..
هذا الإنسان الوجِل جعل من نفسه فريسةً سهلة لعدوٍ لا يوجد إلا في مخيلته فقط، فلو تغلب عليه وتحرر من قيوده؛ لعاش حياةً رغيدةً مطمئنة، يقودها التوكل على الله ويوصلها لبر الأمان المنشود..