لم تكن لحظه غضب بل تراكمات .
الكاتبة / تغريد بنت سمير
أتغيّر كثيراً حين يظلمني أحد أو يقلّل من قدري أو يجرحني متعمداً، أصبر كثيراً، وحين ينفد صبري امسحه من حياتي بشعور غريب.. بلا مبالاة أختصرُ حديثي معه وأحياناً لا أحادثه أبداً، مهما كان مقدار حبي للشخص فحتى أنا أيضاً أملك مشاعر وتؤلمني بعض التصرفات، أنا انسان أيضاً كما أنت انسان. ولا أخفي عليك سراً يا صديقي ، الوضع سيء للغاية وطاقة التحمل أوشكت على الإنتهاء ، مازلتُ صامداً لكني أسرفت كثيراً في الكتمان والتظاهر ، حولي ثابت لايتغيّر وأنا الذي أتغيّر ، أنطَفِأ أكثر وأُستهلك ، وإني أنهكت من أن أعافر ، التعب يزيد ولست ثابت يا صديقي ، إني أميل وأترنح احذروا من الذين يسامحون بلا حدود لأنهم إن رحلوا لن يعودوا فمن يتجاهل أخطاءك ليس بمغفل هو فقط لا يريد خسارتك ولكن سيأتي يوما لا يستطيع فيه حتى سماع أعذارك فلا تجرح أحداً ثم تعاتبه على ردة فعله ، قلوب الأوفياء التي تُحب حين تُخذل لن تعود كما كانت أبداً. كُن وسطاً بين الإقتراب و الإبتعاد لا بعيداً تُنسى و لا قريباً يُكتفى منك ، لا ثقيلاً يُستغنى عنك و لا خفيفاً يُستهان بك ، ابق متزناً معتدلاً و اترك بينك وبين من تحب مساحة و لا تكن مهتماً حد الإختناق فالقفص مهما كان جميلًا لايُغري حنين الطير للحرية . ليست الشجاعة أن تحتمل حياة تُؤذيك ؛ بل هي القدرة على التخلي عن كل ما يُوجعك، فوحدتك وأنت مرتاح النفس أهون بكثير من بسمتك الكاذبة وأنت موجوع، فالوحيد الذي يستمر معك طول حياتك هو أنت، فلا تُحمله ما لايطيق من التوتر والحزن، وأن تعيش على إرضاء من حولك ليعيشوا على كسر كل ماهو جميل فيك.