إلا السعودي في التفاتتهُ دعمٌ للمسير نحو المستقبل
الكاتبة: صالحة مجرشي
(لا تلتفت للماضي لتواصل السير.. إلا السعودي في التفاتتهُ دعمٌ للمسير نحو المستقبل)
في حقبةٍ زمنيةٍ كان لنا مطلع تاريخ مجد، هبة رياحه من بين صحراء وبنيانُ طين، سطرهٌ مقدام عزٍ ثارت الأرض من تحت أقدامه، وجمحت الخيول مستجيبة لهمته ولمع برق سيفه مُعلن تأسيس كيان تحت راية مباركة على يد إمامٍ عظيم منطلق من مدينة "الدرعية" مؤسس الدولة السعودية الأولى.
٢٢ فبراير حبالُ عزٍ تقود التفاتتنا نحو ذكرى تأسيس ابتدأت منذ منتصف عام ١١٣٩هـ / ١٧٢٧م ليشهد تاريخها آنذاك مواقف بدء عهد الإمام محمد بن سعود الذي حكم فأحسن حُكمه ثم أسس ونظم وخطط لمستقبل مزدهر وآمن مطمأن، لتكون دولة أساسها بُنيانٌ من طين مشرعةٌ أبوابها للعالم والتجارة والازدهار. فاستقرت الحياة تحت جنحه وتبددت التجارة في كنفه، وتزايدت الثقافة في عهده وما زال الفخر من أصل قومه..
ومنها امتد المجد وتعزز في الشعب التمسك بالأصالة والحفاظ على الوطن وفدائه بالأرواح والدم، لاسترداد الدولة السعودية الثانية التي تمت على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام ١٢٤٠هـ / ١٨٢٤م، وتوحدت حينها معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة والسير على منهج الدولة السعودية الأولى في حفظ الأمن وازدهار التعليم ووثاقةّ التأسيس والقضاء على الجماعات والتفرقة.
يدٌ تُسندها يد ودولة توطدُها دولة وفتحٌ يليه فتح، وامتدت حتى استقرت على يد سيد أرضه وقائد قومه وملكٌ استعاد وطنه بذكائه فتأسست الدولة السعودية الثالثة "المملكة العربية السعودية" على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - عام ١٣١٩هـ / ١٩٠٢م؛محافظًا على عهد أهله والوفاء لشعبه وورثها أبناءه.
فمن عمقنا التاريخي يقوى عزمنا ونرى مستقبلنا حيث الأصالة والفخر والدهاء والصبر، وحيث الثقافة والمعرفة، والاعتزاز بخطواتنا التي نسير عليها، وعلو تميزنا التاريخي وعراقة الماضي الوطني، وتمسك الأجيال بثقافة الآباء والأجداد التي أبينا أن تُدفن بين الصحاري والهضاب والجبال وتسري مع سير السيول وتغوص في عمق البحور..
ثقافاتٌ تضمها أرض المملكة، متنوعة ومتفردة تمثل أربعة اتجاهات مختلفة ومترابطة في آن، فنرى من خلالها التنوع في التضاريس مما أثر على مزيج اللهجات والرقي في تنوع الملبوسات ولذة المأكولات، وكل ذلك ينحدر من جذور تاريخية وأعماق حضارية رُسمت على خارطة العالم بدماء عزٍ وشرف، فحقٌ علينا أن نعيد ذكرى تأسيس دولتنا ونشيد بتاريخنا ونلهم العالم بعمقه، ومسير رحلته وقصص ترويها أجياله..
بدأت وامتدت وبأمر الله باقية شامخة على يد أبنائها بقوة التكاتف وروح الولاء.