مبادرة "أكمل حياتك وأحفادك في أطهر وأأمن بقاع الأرض"
تُعد المملكة العربية السعودية، مهد الإسلام وأقدس بقاع الأرض وواجهة مثالية للعيش بالنسبة لـ 2 مليار مسلم، بما يُشكل حوالي 25% من سكان العالم، ونظرًا لما تتمتع به البلاد من موقع إستراتيجي، وبنية تحتية متطورة، واقتصاد قوي، حيث أنها أحد أكبر اقتصاديات العالم، وعضو في مجموعة الـ 20، فهي واجهة استثمارية واعدة، تُقدم مزايا فريدة وفرصًا استثمارية مُغرية في مختلف القطاعات، مدعومة برؤية المملكة 2030 التي تُركز على تنويع الإقتصاد، وخلق بيئة استثمارية جاذبة.
ليس هذا فقط، بل تتمتع المملكة بأمن وأمان بشكل فريد في المنطقة، فبلادنا تعيش في استقرار منذ عشرات السنوات ، وسط إقليم وعالم يسبح في بحر من الحروب والإضطرابات، خلاف الثقة في الإقتصاد السعودي ، فلم نسمع أن بلادنا قامت بالقرصنة على استثمارات أي مستثمر لأي سبب كان ، مثلما تفعل بعض الدول المتقدمة ، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا للمستثمر الذي يبحث عن الأمن والامان ، فمزايا الإستثمار في بلادنا متعددة ، ولا تقتصر على الأمان على المال والأرواح فحسب ، ولكن حتى على الذرية والأحفاد في تربيتهم أدباً ودينًا وعلمًا وخلقًا ، بما يُوفر بيئة آمنة وصحية للتربية ، بعيدًا عن الأفكار الشاذة والظواهر السلبية المنتشرة في بعض البلدان ، مثلما ذكرنا بالتفصيل في مقال " لا نهضة إلا بالصناعة " ، خلاف وجود نظامًا تعليميًا متطورًا يُلبي احتياجات جميع الفئات العمرية، من رياض الأطفال إلى الجامعات، فالحياة في المملكة فرصة استثنائية للعيش والإستثمار في بيئة آمنة ومستقرة، غنية بالثقافة والقيم العربية والإسلامية.
انطلاقًا من هذه المزايا الفريدة ، نقترح مبادرة ""أكمل حياتك وأحفادك في أطهر وأأمن بقاع الأرض"" لجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم حوافز استثمارية مُغرية للمستثمرين من مختلف القطاعات، من تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات والإقامة للمستثمرين وعائلاتهم إلى توفير خدمات تعليمية وصحية عالية الجودة للمستثمرين الأجانب الذين لا يجيدون اللغة العربية أو يجيدونها وسواءا منهم المسلمين أو غير المسلمين وخصوصا أن معظم الأباء في العالم متضررين مما يحصل في بلدانهم من تعليم أبنائهم للشواذ والتوجه إلى اللا إنسانية في تربية نشأهم .
ويشمل ايضا هذا المقترح إنشاء مدينة صناعة للمستثمرين الذين قاموا بتكوين رأس مالهم في أي مكان في العالم، يشارك فيها كل مستثمر على قدر مقدراته، لإستثمار مدخراته في الأنشطة الإقتصادية المتنوعة بالسوق المحلي، بما يُساهم في زيادة الإستثمارات المباشرة، لرفع الإقتصاد المحلي ، كما أن هناك ضرورة لإنشاء مدينة سكنية لمستثمري هذه المبادرة، والعمل على تلبية مطالبهم في السكن، والرفاهية والخصوصية لو تطلب الأمر.
وتتضمن آلية تنفيذ مبادرة " أكمل حياتك وأحفادك في أطهر وأأمن بقاع الأرض " الخطوات التالية، تتمثل في إنشاء منصة إلكترونية تُقدم معلومات شاملة عن المبادرة ومزاياها، وتنظيم حملات ترويجية في مختلف أنحاء العالم لجذب المستثمرين، وتقديم تسهيلات للمستثمرين الراغبين في الإستقرار في المملكة العربية السعودية، وإنشاء مجتمعات خاصة للمستثمرين وعائلاتهم ومن الآن من خلال مستثمرين وطنيين يتم تحفيزهم من قبل الدولة دون تكليف الدولة بأي مبالغ.
تُساهم هذه المبادرة حال تنفيذها بالشكل الأمثل في جذب استثمارات أجنبية ضخمة، تُساعد في تنويع الإقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة، وتُعزز مكانة المملكة العربية السعودية كواجهة استثمارية عالمية، وإثراء المجتمع السعودي بتجارب وثقافات جديدة.
من الممكن أن نُحدد الصناعات الخاصة بالمستثمرين في هذه المبادرة، من خلال توجيهم نحو الإستثمار في صناعات معينة، بما يُساهم في تقليل الإستيراد، وزيادة الصادرات والناتج القومي، والقيمة المضافة للموارد المتاحة مثل التوسع في صناعة الزيوت مثلما ذكرنا بالتفصيل في مقال "الذهب الأخضر المفقود"، أو الإستفادة من الجلود المتاحة بوفرة في إنشاء مجموعة ضخمة من الصناعات الجلدية مثلما ذُكر في مقال "الثروة المُهدرة"، أو تعزيز القيمة المضافة من إنتاج التمور مثلما ذُكر في مقال "الحصان الرابح"، أو التوسع في صناعة الأعلاف والأسمدة من بقايا الطعام مثلما ذُكر في مقال "فرصة ذهبية للإستثمار"، أو التوسع في صناعة مستحضرات التجميل مثلما ذُكر في مقال "الفرص الضائعة في الصناعة"، أو التوسع في صناعة المنتجات الحلال مثلما ذُكر في مقال "صنع في السعودية.. مصدر ثقة لملياري مسلم"، إلخ
تأثير هذه المبادرة ليس اقتصاديًا فحسب، بل يساهم في تشكيل نوعًا من جماعات الضغط السياسي "اللوبي" من الجنسيات المختلفة للدفاع عن المملكة، عند مواجهة أي أزمة سياسية، فهؤلاء سيتحدثون بلسان حال المملكة في المحافل الدولية، فالإستثمارات الموجودة داخل البلاد، وأبنائهم الذين يتوارثون مصانعهم ويعملون بها بعد أن يكونوا مؤهلين لذلك، ستكون أكبر حافز، للوقوف بجانب البلاد في أحلك الظروف لاسمح الله، خلاف أن التأثر بالثقافة السعودية مع مرور الوقت، سيحولهم إلى سفراء للمملكة في كافة أنحاء العالم.
وفي الختام، لا ننسى أن نرفع أسمى التهاني والتبريكات للمقام السامي والشعب السعودي والأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، ونُدعو الله عز وجل أن يرفع الغمة عن إخواننا في غزة، وأن ينصرهم على أعداء الله، وأن يُحقق لهم الأمن والإستقرار.
الكاتب / أ.د:
محمد بصنوي
.