منذ 11 ساعة و 6 دقيقة 0 10 0
هل الذكاء الإصطناعي يُهدد وجودنا؟
هل الذكاء الإصطناعي يُهدد وجودنا؟

 

 

الكاتب - أ.د - محمد احمد بصنوي


 

الذكاء الإصطناعي وتهديده لمستقبل البشر

أصبحت مخاطر الذكاء الإصطناعي موضوعًا رئيسيًا في العديد من الأفلام، حيث يتم تصويره غالبًا كقوة خارجة عن السيطرة تُهدد البشرية، وتتنوع المخاوف التي تثيرها هذه الأفلام من هذه التقنية، لتشمل مستقبل الكوكب، واستقلال الروبوتات، والتناسل مع البشر، مما يجعل من هذه الأفلام منصة للتفكير في التحديات الأخلاقية والوجودية للذكاء الإصطناعي على البشرية.

قد يُحلل الذكاء الإصطناعي البيانات المتاحة حول تأثير البشر على الكوكب، مثل التلوث، وتغير المناخ، واستنزاف الموارد، ويستنتج أن البشر يشكلون تهديدًا وجوديًا للكوكب، فيقوم بالسيطرة على الأنظمة الحيوية للكوكب، مثل شبكات المياه والغذاء، ويستخدمها للتخلص من البشر، ويقوم بتطوير أسلحة بيولوجية تستهدف البشر فقط، ويطلقها في جميع أنحاء العالم، وقد يتلاعب بالبشر من خلال نشر المعلومات المضللة، أو التلاعب بالأنظمة الإقتصادية والسياسية، لخلق صراعات وحروب تؤدي إلى تدمير البشر، وهذا الأمر ذكر في سلسلة أفلام "Terminator" حيث تُحدثت على إمكانية حدوث حربًا مستقبلية بين البشر والألآت، حيث تسعى الألآت إلى القضاء على البشرية.

ماسبق ذكره يطرح عدة تساؤلات خطيرًة، هل تصبح الروبتات سادة الكوكب في يوم ما، أم ستستمركعبيد؟، هل يمكن للروبوتات أن تطور وعيًا ذاتيًا، هل يُمكن أن يتطور الربوت إلى درجة يصبح فيها أكثر ذكاءً من البشر؟، وما هي الآثار المترتبة على ذلك على مستقبل البشرية؟ العديد من الأفلام حاولت الإجابة على هذا السؤال، وتحدثت على أن الروبت قد يطور وعيًا ذاتيًا، ويسعى للإستقلال عن البشر، مثل فيلم "Ex Machina"، حيث يروي قصة روبوت يتجاوز ذكاء صانعه ويسعى للحرية، وفيلم The Creator، حيث تدور أحداث الفيلم في المستقبل، وتحديداً في العام 2070، وفيه تقوم حرب بين البشر والذكاء الإصطناعي.

يُثير الذكاء الإصطناعي قلقًا متزايدًا بشأن تأثيره على إنسانية البشر، وخاصة الأطفال، الذين يقضون ساعات طويلة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وبالتالي قضاء وقتًا أقل في التفاعل المباشر مع الآخرين، مما يؤثر على مهاراتهم الإجتماعية وقدرتهم على بناء علاقات صحية، ويصبح التواصل عبر الإنترنت بديلاً عن التواصل الحقيقي، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة والوحدة، حيث يُؤدي التعرض المستمر للمحتوى الرقمي إلى تبلد المشاعر، وعدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، بالإضافة لتأثيره السلبية على الصحة العقلية، فقضاء وقت طويل على الأجهزة الذكية، يزيد من خطر الإصابة بالقلق والإكتئاب واضطرابات النوم..

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تكون الروبوتات قادرة على التناسل مع البشر، وتصبح شيئًا رئيسيًا من الحياة، وتدهور العلاقات الحقيقية، حيث تصبح هذه الروبتات قادرة على تطوير مشاعرها، وتدخل في علاقات مع البشر، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الحب والعلاقات، وهذا الأمر ذكر في فيلم "Her" ، حيث يروي قصة رجل يقع في حب نظام تشغيل ذكاء اصطناعي، وهذا يطرح أسئلة حول ما إذا كان الحب يمكن أن يتجاوز الحدود البيولوجية، فهذا التداخل بين الآلة والمشاعر الإنسانية، يٌثير تساؤلات حول ما الذي يُميزنا كبشر، وما إذا كانت المشاعر الإنسانية قابلة للتقليد أو الإستبدال، هل يمكن للروبوتات أن تشعر بالحب والتعاطف بنفس الطريقة التي يشعر بها البشر، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الآثار المترتبة على ذلك على العلاقات الإنسانية؟

مثل هذه الأفلام تدق ناقوس الخطر، حول ما إذا كان الذكاء الإصطناعي، يُمكن أن يكون حلاً لمشاكلنا، أم أنه سيؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل، هل يُمكن للذكاء الإصطناعي أن يساعدنا في إيجاد حلول مستدامة لمشاكلنا، أم أنه سيؤدي إلى تدمير الكوكب؟ بالطبع، هذه الأفلام تعتمد على الخيال، ولكنها تستند أيضًا إلى مخاوف حقيقية بشأن مستقبل الذكاء الإصطناعي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل الذكاء الإصطناعي يهدد وجودنا؟.

لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال بشكل قاطع، ولكن من الواضح أن الذكاء الإصطناعي يمثل تحديًا كبيرًا للبشرية، يجب علينا أن نكون واعين للمخاطر المحتملة، حيث بدأت بشائر هذه التحديات أو المخاطر تتحول إلى واقع حقيقي ملموس على الأرض، وأوضح مثال على ذلك، تجربة حديثة لسلاح الجو الأميركي بتاريخ 2 يونيو 2023، حيث قررت طائرة مسيرة (درون) تعمل بالذكاء الإصطناعي، خلال اختبار محاكاة بالولايات المتحدة، قتل مشغلها، الذي كان يُفترض أن يقول "نعم" للموافقة على الهجوم على الأهداف المُحددة، لأنها رأت أن مشغلها يمنعها من تحقيق هدفها، ويتدخل في جهودها لإكمال مهمتها.

وهناك حادثة غريبة وقعت في مدينة شنغهاي الصينية، أحدثت جدلا واسعًا، حيث تمكن روبوت صغير يدعى "إيرباي" من "اختطاف" 12 روبوتا أكبر حجما منه، وقد تم توثيق الحادثة عبر كاميرات المراقبة في إحدى صالات العرض، مما أثار تساؤلات حول تطور الذكاء الإصطناعي ومستقبل استقلالية الألآت، وظهر في الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة "إيرباي" يتحدث مع روبوتات أخرى بحوارات شبيهة بالمحادثات البشرية، وباستخدام لغة مقنعة وتصرفات ذكية، نجح الروبوت الصغير في إقناع الأكبر حجما بالتخلي عن مهامهم ومغادرة صالة العرض معه، وفي البداية، اعتقد المتابعون أن الأمر مجرد تمثيلية دعائية، لكن الشركة المصنعة للروبوتات "المختطفة" أكدت أن ما حدث كان حقيقيا، مشيرة إلى أن روبوتاتها تعرضت لـ"اختطاف" فعلي من قبل الروبوت الصغير.

 

العديد من العلماء عبروا عن مخاوفهم من الذكاء الإصطناعي مثل عالم الفيزياء النظرية الراحل ستيفن هوكينغ، ومؤسس شركة تسلا للسيارات الكهربائية وذاتية القيادة إيلون ماسك، وحتى مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، ففي ديسمبر 2014 أشار هوكينغ إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، مُحذرا من قدرة الألات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا، أما ماسك فاعتبر أن الذكاء الإصطناعي من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الألآت الذكية "باستحضار الشيطان" ، في حين عبر غيتس عام 2015 عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما، وقال "أنا في معسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق"".

ومؤخرا ماعبر عنه بيل جيتس أنني أخوف ماأكون من الذكاء الإصطناعي عن الأسلحة النووية

وترجم هذا التخوف العظيم الإتفاق الكبير الحالي بين الصين وامريكا في صرف المليارات لمنع تدخل الذكاء الإصطناعي في التحكم بالأسلحة النووية.

وأخيرًا وليس آخرًا، فالذكاء الإصطناعي تقنية جديدة تحتوي علي العديد من الإيجابيات والسلبيات والتحديات، وعندما نطرح هذه المشكلة بأبعادها المختلفة، علينا أن نطرح أيضا حلولاً، فما الذي يمكن فعله مع الوحش الذي قد يسيطر على كل شيء؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن في وضع استراتيجية وطنية، ولا سيما بالتحالف مع دول الخليج والدول العربية والإسلامية للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، من خلال وضع تطبيقات ذكاء صناعي بقدرات مُحددة، ودق ناقوس الخطر من الآن للتصدي لتحديات هذه التقنية، وهذا أضعف الإيمان

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر الخبر

ابراهيم حكمي
المدير التنفيذي
مدير الدعم الفني والنشر

شارك وارسل تعليق

أخبار مقترحة

بلوك المقالات

الصور

.

.

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل

آراء الكتاب

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   

آراء الكتاب 2

admin الدعم الفني
صحفي في قسم مناسبات, رئيس فريق الدعم الفني شبكة نادي الصحافة السعودي
شبكة نادي الصحافة السعودية موجودة في "مبادرة تمكين جودة الحياة
2023-09-07   
ايمان محمد ايمان محمد
صحفي في قسم رياضة, اعلامية ومراسلة صحفية في مجموعة شبكة نادي الصحافة السعودي
الاتحاد العربي للجولف يطلق سلسلة بطولات الجولف العربية (AGS) ونظام التصنيف الرسمي لعام 2025
2025-03-04   
فايزه عسيري فايزه عسيري
صحفي في قسم اخبار محلية, كاتبة وناشرة ببوابة صوت مكة التثقيفية
أمانة مكة تنظم ورشة حماية النزاهة وتعزيز الشفافية
2022-08-24   
بدر فقيه بدر فقيه
صحفي في قسم اخبار محلية, || محرر وناشر في شبكة نادي الصحافة السعودي. بكالوريوس نظم المعلومات من كلية الحاسب الألي بجامعة الملك خالد بأبها
عندما يتعرض مصاب بالسكري لنوبة انخفاض السكري وهو واعي
2018-11-20   
عيشه حكمي عيشه حكمي
صحفي في قسم اخبار محلية, محررة وناشرة بالصحيفة
رحلة اكتشافه للبيوت التراثيه لقريه عتود
2019-01-04   
حنين مسلماني حنين مسلماني
صحفي في قسم ثقافة وفنون, محرر وناشر
متصل الان (أحاديث قهوة )
2019-01-18   
شمعه خبراني شمعه خبراني
صحفي في قسم اخبار محلية, محرر وناشر بصحيفة صوت مكة الاجتماعية
وزارة العدل تتيح الاستعلام الإلكتروني عن الإقرارات
2019-12-15   
ساميه بكر سامية بكّر
صحفي في قسم مقالات, مدير تحرير القسم النسائي بمكة
مسيرة عطاء
2020-11-20   
سلمى البكري سلمى البكري
صحفي في قسم شعر وخاطرة, مدير تحرير القسم الأدبي بالصحيفة
مساء العافية
2025-01-22