الكاتبة - سميرة عبدالهادي
لست كغيري ليس غرورًا ولكن ثقةً بنفسي مختلفة بكامل تفاصيلي، بعفويتي، بجنوني، بغضبي، بحزني،بحبي، أتفهم الجميع ولا أحد يفهمني ؛ برغم أني أبحث عن من يفهمني، أتجنب أن أدهس بأقدامي مساحة إنسان، وأبذل ما بوسعي لأستمتع بحديثي مع نفسي.لا أسمح لأحد أن يلمس بيده وحدتي التي أغسل بها خطاياي وأنفض من خلالها بقايا العابرين، لا أخشى تكرار الأوجاع لأنه أصبح لدي قابلية بمواجهتها ؛ ولكن دون اجتهاد أو بتبرير موقف لتسول البقاء ؛ بل بتأمل وتصبر وإعراض لأني على يقين أن كل شيء سيصبح على ما يرام، أعشق التنازل عن كل شيء وأي شيء فقد سئمت من التمسك بأنصاف الأشياء وأطلقت يدي للريح لوداع الراحلين من حياتي، جعلت من قلبي مقبرة لدفن من هانت نفسي عليه، ولكن دون أخذ عزاء أو الترحم عليه . ما أسعى إليه هو الخِفَّة، ألَّا يكون في قلبي ندم ولا بعيني لهفة لمخلوق، ولا حسرة على طريق أبيتُ السير به رغماً عني ، وأن أمحو من ذاكرتي تلك القصص التي بنهايات مبتورة لا وداع لها ولكنها أُنتُزعت مني رغماً عني ولم أجد أمامها سوى رفع الراية البيضاء لأني ببساطة أؤمن أن الحياة لا تتوقف عند ابتعاد أحد عني، وأن من هجروني لن تتأثر حياتي ببعدهم، وبذلك أتَصالَح مع خسائري وأنا مبتسمة، سأضحك وأمشي وألعب وأبحر وأسعد في دروب الحياة،لذا أثق أني لستُ كغيري .