صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتب حسين العطوي :
-تقييم الكتب من خلال النقاد مفيد جداً للكاتب، بل يعتبر من الدوافع الرئيسية التي تجبره على الإرتقاء بكتاباته.
حوار : سلمى البكري
صوت مكة الاجتماعية
في بداية حوارنا هذا نرحب بك في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معك.
*نرجو أن تنور القراء الكرام بومضات من سيرتك الذاتية؟
- حسين مطير العطوي، كاتب معرفي مصاب بالببلومانيا تربطني بالقراءة علاقة عشق منذ الصغر، الأمر الذي كان له تأثير كبير على شخصيتي، ويظهر ذلك جليا في عدة جوانب من حياتي.
- ولعل أبرز صفة اكتسبتها من القراءة هي الصمت، ومن ناحية أخرى فقد أثرت القراءة على علاقاتي الإجتماعية بعض الشيء، ربما لأنها تغذي الروح وتسافر بك في عوالم أخرى أوسع من التي نعيشها في الحقيقة، وبذلك تكون سببا في ملء الفراغ الاجتماعي، وربما هذا الأمر يدل على النضج العقلي، يقول جورج برنارد شو: "كلما زاد نضج الإنسان ، كلما قل عدد من حوله من الناس"
*ماهي أهم نتاجاتك الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، التي لم تنشر بعد؟
- اصداري الأول هو كتاب (درر خلَّدها التاريخ) وكان في مجال القصة، وهناك عملين آخرين في مرحلة التنقيح، أقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة عليهما ليتم عرضهما على دور النشر.
- العمل الأول اسميته (المعرفة من زاوية أخرى) وهو كتاب يلقى الضوء على بعض الحقائق المسلم بها، والتي كنا لا نرى منها سوى الجانب المشرق فقط، بينما يكون لها جوانب أخرى مظلمة لانعلم عنها رغم اهميتها، ويعود السبب في ذلك إلى اعتمادنا على المعرفة من زاوية واحدة من خلال مايكتب أو ينشر عنها، فمثلا جميعنا يعلم أن الأم تريزا امرأة عابدة محبة للخير والسلام، حتى أصبح هذا الأمر مسلما به، ولكن حين نسلط الضوء على سيرتها من زاوية أخرى نكتشف بأن هذه الصفات النبيلة ماهي إلا قناع مزيف يثبت أن المبالغة في إظهار الصلاح تخفي وراءها من المفاسد ما الله به عليم.
- اما العمل الثاني فقد اسميته (فوق حد الجنون) وهو عمل يتناول مواضيع هامة تشغل بال الكثيرين، فيتحدث عنها أولا من منظور إسلامي معرفي موثق بأدلة من القرآن والسنة، ثم يتحدث عنها من منظور غربي بحت لايستند إلى أدلة شرعية بل يعتمد على تجارب عملية، كان الهدف منها إثبات أو نفي نظريات كنا نعلم نتيجتها مسبقاً.
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوض هذا المجال؟
- لقد كان لدي شغف بالكتابة منذ سن مبكرة، ولكن الظروف لم تكن مواتية لأبدأ بنشر كتاباتي، حتى يسر الله لي أن أنشأت حسابي الخاص على السوشال ميديا، والذي استطعت من خلاله تحقيق حلمي ونشر مايروق لي بكل يسر وسهولة، وهذا الأمر بحمد الله أختصر عليّ المسافة كثيراً واستطعت الوصول إلى دور النشر من خلال اقتناعهم بطرحي، قد يكون الأمر تأخر كثيراً، ولكن "أن تصل متأخرا خيراً من أن لا تصل".
- أما بالنسبة لمن شجعني لدخول هذا المجال، فأصدقك القول أن الذي أوصلني لذلك هو شغفي وحبي للكتابة، لأنني أمتلك القدر الكافي من الهمة للدخول إلى هذا المجال، كما أن ردود الأفعال الإيجابية التي لمستها من خلال المواضيع التي أطرحها زاد من اصراري على طرح نتاجي الفكري في كتب تصل إلى ايدي المثقفين ومحبي القراءة.
من كتابك المنشور" درر خلدها التاريخ " هل لك أن تنور القارئ الكريم عن ماذا يتحدث وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟
- كتاب (درر خلَّدها التاريخ) هو خلاصة صغيرة جداً ونقطة في بحر مقارنة بالكتب التي كنت اقرأها في صغري والتي أثرت عليّ بشكل إيجابي من ناحية حسن السلوك والاعتزاز بالنفس والتربية على القيم الاسلامية والعربية الأصيلة، وهي التي تسمى أمهات الكتب، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: (الملح والنوادر، المستطرف، نثر الدر، ثمرات الأوراق، البخلاء، نوادر الحمقى والمغفلين).
- أما بالنسبة للمخرجات النهائية للكتاب فأرجو من الله أن تصل إلى الغاية التي كنت أصبو إليها، والتي تتلخص في نشر الفضيلة والقيم النبيلة، ولأنني أعلم أن للقراءة تأثير السحر فقد حرصت على تسليط الضوء على القصص الإيجابية التي لها جانب تربوي، لتجمع بين المتعة والفائدة معاً، ولدي قناعة تامة بحمد الله أن من يقرأ كتابي سيخرج بنتائج إيجابية.
*هل تقييم الكتب من قبل النقاد يفيد الكاتب بشيء ويقيم نتاجه؟ وكيف ترى الظاهرة النقدية للكتب الصادرة الآن؟
- أنا أرى أن تقييم الكتب من خلال النقاد مفيد جداً للكاتب، بل يعتبر من الدوافع الرئيسية التي تجبره على الإرتقاء بكتاباته، لأنه سيحاول جاهداً في تلافي الأخطاء التي وقع فيها مسبقاً، لعلمه أن هناك من يتتبع خطواته ويرصد عثراته ويقوم بتسليط الضوء عليها، يقوم بمراجعة افكاره ويوليها العناية والإهتمام قبل أن يسردها في سطوره.
- الظاهرة النقدية للكتب الحالية ممتعة جداً، تشعرك بأن الناقد يشاطر الكاتب في عمله بقدر كبير من خلال بتحليل النصوص الأدبية وقرائتها، ثم يخرج بنتيجة مفادها احد أمرين، أما أن يشكر الكاتب على حسن صنيعه ويقول له أبدعت، وإما أن يلقي عليه اللوم لأنه خيب أمله كقاريء.
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايك هذه الشروط ؟
- يجب أن يكون الكاتب حريصا على تسلسل الأفكار وربطها باسلوب جميل يلائم تفكير القراء، كما عليه أن ينتقي كلماته بعناية، فالكاتب الذي تتوفر لديه القوة التعبيرية يوظف الألفاظ وتراكيبها بذكاء ليوصل فكرته إلى القاريء بشكل جميل وممتع.
- ومن المهم أيضاً أن يستخدم الكاتب ألفاظا تميزه عمن سواه وتترك بصمة لدى القاريء، مع مراعاته للفروقات بين طبقات القراء، فلا ينفرد باسلوب متكلف لايفهمه سوى شريحة محدودة منهم.
*في ختام حوارنا الجميل هذا، هل من كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وقرائها؟
- اقول لصحيفة صوت مكة الاجتماعية : بوركتم وبوركت جهودكم في دعم الثقافة ونشر المعرفة والحرص على انتقاء المفيد،وأما القراءالأعزاء فانصحهم بالآتي: اقرأ الكتب التي تناسب ميولك، اجعل الكتاب على مقربة منك دوما، اقرأ في بيئة هادئة، استقطع من وقتك جزءا للقراءة كل يوم، دون ملاحظاتك على كل كتاب تقرأه وأخيراً تعلم القراءة السريعة.