الكاتبة - سميرة عبدالهادي
انتهت قصتي معك وأعلم أنك رحلت عن عالمي، أعلم أنك لم تعد لي، أعلم أنك بنيت لك بيتًا على غير أراضيي، أعلم أني لن أشتمّ أنفاس عطرك الذي لا زال عالقا بأنفاسي، لن أنظر لسحر عينيك الذي كان مرأتي، لن أستمع لعزف كلماتك عندما كنت تحادثني، لن أسمع دقات قلبك الذي كان يومًا ما مِلكا لي، لن أشاطرك أحلامك وجنونك التي كنت أنا جزء منها، نعم أغلقت كتابي بعد رحيلك حرقت أوراقي وبعثرت حروفي على قارعة الأنين، أذبت شموعي حنيني وانطفأ فرحي وهجرني وسرق البسمة من على شفتي، تعلمت لغة الصمت حتى لا أهتف باسمك دون أن أشعر بل صنعت حديثًا خياليًا كُتب على رسائل لا تُقرأ ، وعطرتها بأهات لا تُسمع وبعثتها على بريد وهمي لن يصل إليك أبدًا. همست لنفسي: ليتني خبأت بعضا من ضحكتك وقليل من حروفك وشيء من نغمات صوتك لأيام لا أجدك بها بقربي.
يا ويلي، يا ويلي كيف لغيابك يزيدني تعلقًا بك وقلبٌ عصا النسيان !! يظل يشكو، يرق، يشتاق، يبكي، ويدمن الذكريات، يحن إلى حديثك، إلى نظرة منك، إلى لمسة حانية منك، إلى حضن دافئ أو نسمة محملة بشذى يعيد الأمل للقلب ؛ ليزهر وتهطل في روابيّه المزون. ولكني مضيت، نعم مضيت أكذب على نفسي لأعيش النسيان وأنا أعلم أن قصتي انتهت معك.