صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتب ناصر الجاسم
- الجاسم :العنوان في النص الأدبي عتبة مهمة للقارئ .
-الجاسم :حركة النقد متأخرة عن حركة الإبداع.
حوار: سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معك.
*نرجو أن تنور القراء الكرام بومضات من سيرتك الذاتية؟
قدمتُ للمكتبة العربية أربعة عشر كتاباً، كتابٌ في النقد الأدبي بعنوان: صورة البطل في روايات إبراهيم الناصر الحميدان، وهو في الأصل دراسة لنيل درجة الماجستير، صدر عن كرسي الأدب السعودي 1436هـ، وعشر مجموعات قصصية فازت إحداها وهي النور الأسود بالمركز الثاني مسابقة المجموعات القصصية على مستوى المملكة للعام 2020م التي أطلقها نادي الحدود الشمالية الأدبي تحت رعاية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير الحدود الشمالية 2022م، وفازت ما لا يقل عن خمس قصص متنوعة بجوائز محلية على مستوى الجامعات والأندية الأدبية السعودية وثلاث روايات فازت أولها وهي الغصن اليتيم بالمركز الأول في مسابقة جائزة أبها الثقافية لعام 1412 هـ.
*ما هي أهم نتاجاتك الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، التي لم تنشر بعد؟
كل ما كتبته في حياتي الأدبية التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود سواء كان مقالة أو خاطرة أدبية أو قصة قصيرة أو مسرحية أو رواية أو ورقة نقدية هو مهم عندي، وأنواع الأدب التي كتبتها تتساوى عندي في الأهمية ولا أستطيع أن أمايز أحدها على الآخر أو أفاضل بينها، وأخاف عليها أن تضيع أو أنني أفقدها لأي سبب من الأسباب، وتنتابني مخاوف شتى على أشكال فقدها.
صدر لي حتى الآن من الروايات رواية (الغصن اليتيم) عن نادي أبها الأدبي 1417 هـ ورواية (الجنين الميت) عن نادي تبوك الأدبي عام 1437 هـ ورواية (العاصفة الثانية) عن نادي الشرقية الأدبي عام 1439 هـ، أما المجموعات القصصية فقد صدر لي مجموعة: (النوم في الماء) عن نادي القصة السعودي بالرياض 1418 ه، و(العبور) عن نادي الباحة الأدبي 1438هـ، و(الموت في المدينة) عن نادي نجران الأدبي 1439هـ، و(العدو بالأيدي) عن نادي الحدود الشمالية 1439هـ، و (هكذا يزهر الحب) عن نادي الطائف الأدبي 1440 هـ، و(الثائرة) عن نادي الجوف الأدبي 1440هـ، و(بكاء الأجساد) عن النادي الأدبي الثقافي بحائل 2019م، و(النور الأسود) عن النادي الأدبي الثقافي بأبها 2020م، و(كائنات الحرمل) عن نادي مكة الأدبي الثقافي 2023م، و(سبورة الحب) من إصدارات دار أدب للنشر والتوزيع 2023 م، و(دم الغزلان) عن نادي القصيم الأدبي 2024م.
أما المخطوطات فلدي رواية بعنوان (رائحة الجنون) ومجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان (الخمرتان) ومجموعات قصصية عديدة هي: (امرأة تغوي القمر)، (الشهوة السابعة)، (حليب رجل)، (نخيل تشرب الشمس)، ومجموعة قصص طويلة بعنوان (خبز العشاق)، وسيناريو لفيلم قصير بعنوان (عبور الثليم)، وعدد من المسرحيات هي: (عبور الثليّم)، (عش النوري بنت مره)، (الخوف)، (طويل العمر)، (الحداد)، وكتاب مقالات بعنوان (همسات قلم ونبضات عقل).
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوض في هذا المجال؟
كانت البداية الأولى مدرسية على مقاعد الصف الثاني المتوسط في مادة الإنشاء، حيث طلب مني الأستاذ (حسن عبد الكريم) وهو سوداني الجنسية كتابة موضوع عن الصحافة والنشاط المدرسي، وأعجب بها الأستاذ رحمة الله عليه، وقال إنها لو أرسلت إلى أي جريدة ستُنشر، وتلا ذلك إقدامي على كتابة المطالب المجتمعية لأهالي مدينة العيون، كتوفير مركز صحي أو وحدة للدفاع المدني أو ما شابه ذلك من الأمور الخدمية التي أتوجّه بها للمسؤولين، وأعقب ذلك كتابة خطابات الاسترحامات للأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات وطلبات التوظيف، وبعدها اكتشفت هَواي في كتابة المقالات الإنسانية والاجتماعية، وتم النشر لي في الصحافة المحلية في فترة مبكرة عام 1403هـ بداية دخولي المرحلة الثانوية.
أما الكتابة الإبداعية المتخصصة جداً والتي عُرفتُ من خلالها واشتهرت وهي كتابة القصة القصيرة والرواية فقد بدأت في عام 1990م - 1410هـ.
*من كتابك المنشور" النور الأسود "هل لك أن تنور القارئ الكريم عن ماذا يتحدث؟ ولماذا سميت الكتاب بهذا الاسم؟
كتاب النور الأسود هو مجموعة قصصية كُتبت بتقنيات قصصية حديثة، وفيها الكثير من الجرأة الفنية التي يحتاجها فن القصّ في المملكة العربية السعودية، ولذلك كُتب لها الفوز في مسابقة نادي الحدود الشمالية الأدبي، والقبول الكبير لدى القارئ. ويمكن أن تجدي الإجابة الشافية على سؤالك في الدراسة التي كتبها الناقد العراقي الدكتور: محمد جري جاسم بعنوان: السرد العجائبي وفعله الإثرائي في النص القصصي (النور الأسود) لــ(ناصر الجاسم) نموذجاً.
أما سبب التسمية بالنور الأسود فهي قناعتي بأن العنوان في النص الأدبي عتبة مهمة للقارئ وأن له اشتراطات خاصة كي يكون عنواناً إبداعياً ناجحاً، منها: توفر سمات التشويق، والرمز، والجاذبية. وقبل كل شيء ففكرة القصة التي حملت هذا العنوان أجدها مناسبة له كثيراً.
*هل تقييم الكتب من قبل النقاد يفيد الكاتب بشيء ويقيم نتاجه؟ وكيف ترى الظاهرة النقدية للكتب الصادرة الآن؟
إجمالاً وفي العالم كله فإن حركة النقد متأخرة عن حركة الإبداع، وفي المملكة العربية السعودية تحديداً فإن حركة النقد متأخرة كثيراً عن الأعمال الإبداعية، وصعب جداً أن تحدث المواكبة، وعدد النقاد ليس عندنا فقط بل في العالم كله قليل جداً، وبالكاد تعثر على ناقد محب لممارسة النقد أو أنه يمارسه بشكل إبداعي وليس ممارسة وظيفية كالحصول على ترقية، أو ممارسة أكاديمية في رسائل الماجستير والدكتوراه، أو الكتابة بأجر لدى مؤسسة ما.
والنقد أحياناً كثيرة يفيد الكتّاب الجدد المتعثرين قليلاً ويحسن من إنتاجيتهم ولكنه لا قيمة له ابداً في ظل عدم وجود الموهبة في الأصل.
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برأيك هذه الشروط؟
وجود الموهبة أولاً، والقيام بفعل القراءة العامة والخاصة، أي القراءة في كل شيء وعن كل شيء، والقراءة في الأعمال الأدبية الكبرى والخالدة، والمحاكاة الجادة للأدباء العظام عبر التاريخ من مختلف الثقافات واللغات من دون إهمال جانب التأمل.
*في ختام حوارنا الجميل هذا، هل من كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وقرائها؟
شكراً لصحيفة صوت مكة لمنحي الفرصة للتواصل مع قرائها المحترمين والذين هم من نوعية خاصة، أشرف وأفخر بأن يقرأوا حواري هذا، وأن يقرأوا أيضاً كتبي كلها التي صدرت والتي ستصدر لاحقاً بمشيئة الله.