خط رجعة
الكاتبة :نوال المطيري
قبل عدة أيام كنت في خلوة مع نفسي،تلك العادة التي أحب القيام بها بين الحين والآخر لأعيد حساباتي وابحث كثيراً عن اسئلتي التي لا تنتهي، التي على رأسها دائماً اسئلتي حول الانسان؛ذلك الكائن المعقد الذي يمضي حياته بحثاً عن من يفهمه والحقيقة أن هو ذاته لا يفهم نفسه!
واثناء ذلك كنت أفكر في تلك العبارة التي قرأتها مؤخراً والتي كان مفادها: "إننا نندفع جدًا، ثم نصل للحظة نكتشف فيها مدى اندفاعنا، ثم نبدأ برسم خط العودة، ثم لا نعود، لا نعود أبدًا كما كنّا."
وهنا كان سؤالي لماذا يندفع المرء ولا يترك له خط رجعة؟
لماذا يذهب جميعه في اتجاه شيء ما ولا يترك جزء منه في حال لم يتحقق ما ذهب في طريقه؟!
فالانسان بطبيعته مُندفع،في مشاعره وفي أحلامه وحتى في توقعاته من الحياة؛التي لا يمكن التنبؤ بما تُخبئ له
والأدهى من ذلك يظن انها ستيسر يوماً وفق خططه ورغباته والواقع عكس ذلك بلا شك
إن الاندفاعية تصل بالمرء إلى التيه وفقدان الوجهه
وكل الاشياء التي تُعيده إليه، وما أصعب أن يفقد المرء نفسه!
وما توصلت إليه أن هذا الاندفاع لا يمكن التخفيف منه سِوى بتخفيض سقف التوقعات ووضع كل الاحتمالات
والأهم؛في أي شيء في هذه الحياة،احفظ لك خط رجعة، اترك جزء منك لتعود إليه،لا تذهب جميعك بإتجاه كل شيء، لأنه بذلك تكون الطريقة التي تجمع فيها ما تبقى منك، وتحقق التوازن وتخفف بقدر المستطاع من وقع اي خيبة قد تعترض طريقك.