صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتبة : معالي القطان .
-السوشيال ميديا أصبحت
تأخذ دور الناقد ترفع اسم كاتب وتهبط بآخر .
-الناقد الأدبي الحقيقي لن يُلقي بالكاتب إلى غياهب جب الاحباط كما يفعل البعض .
حوار : سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بكِ في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معكِ.
*نرجو أن تنوري القراء الكرام بومضات من سيرتكِ الذاتية ؟
- معالي القطان كاتبة سعودية حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الاحياء ودبلوم لغة انجليزية عملت معلمة لغةٍ انجليزية لمرحلة رياض الاطفال والابتدائية في احدى المدارس العالمية ومعلمة دراما مسرحية ، عضوة سابقة في منظمة التوستماسترز العالمية وحصلت فيها على عدة جوائز للخطابة الارتجالية ، مقدمة ورش عمل الكتابة الابداعية للناشئة ولدي عدة ورش عمل للاطفال ، امتلك مركزاً حديثاً يقدم دورات وورش عمل ترفيهي تعليمي للفئات العمرية المختلفة
*ماهي أهم نتاجاتكِ الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، التي لم تنشر بعد ؟
-باكورة أعمالي الأدبية كان كتاب ( بين الميم والياء ) وهو نصوص اجتماعية وحكم حياتية تلامس واقع القاريء
عملي الأدبي الثاني اتجه الى لون الرواية تحت مسمى ( سوار في قعر فنجان )
وهي رواية تصنف تحت دائرة الادب الاجتماعي وتتكون من عشرة فصول
ايضاً
ثمة رواية جديدة قيد الكتابة وهذا خبر حصري لكم
ولايزال في جعبة أحلامي الكثير
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتكِ الأولى للكتابة ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعكِ ودفعكِ لكي تخوض هذا المجال؟
-بداياتي كانت من المرحلة المتوسطة فقد كنت أعشق حصة التعبير جداً وقد اشادت معلمتي بالمواضيع التي كنت اكتبها انذاك ثم في المرحلة الجامعية أصبحت كتاباتي أكثر نضجاً ولكنها لم ترى النور إلا بعد ٦ سنوات تقريباً من تخرجي حيث بدأت أدون احرفي على صفحات المنتديات الإلكترونية في ذلك الوقت وقد لاقت اقبالاً كبيراً من القراء
وعندما عزمت خوض رحلة التأليف لاقيت التشجيع من إحدى الصديقات كما ان لعائلتي أيضاً الدافع الأكبر لأن أجمع نصوصي في كتاب وكان ذلك عام
٢٠١٧ تحت عنوان ( بين الميم والياء )
ومن بعد كتابي الأول والاصداء التي حققها كان لزوجي
( الأثر الأكبر علي في خوض مغامرة الأدب الروائي حيث أنه كان الداعم لي بجانب والدي واخوتي
حتى خرجت ( سوار في قعر فنجان ) الى النور
من روايتكِ المنشورة"سوار في قعر فنجان" هل لكِ أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟
-سوار في قعر فنجان تتحدث عن واقع اجتماعي قد نجده في كل بيت بإسلوب سردي درامي حيث تنقلك الأحداث بين الخير والشر والشر المتنكر بزي الخير
الرواية في مضمونها تتحدث عن عدد من الشخصيات ضُمت كلها تحت جناح الشخصية الاساسية والتي هي سوار تلك الفتاة الحالمة والتي وقعت اسيرة بين حبٍ ماضٍ وزواج تقليدي ومفاجأت غير متوقعة وانجرافات في مجرى الحياة من حولها في مجريات مختلفة
حيث سيجد القاريء نفسه في نقلات زمنية مختلفةوأماكن أيضاً مختلفة من حواري الاحساء القديمة إلى شواطيء الدمام وتحليقاً إلى ناطحات شيكاغو في امريكا
مررواً بمنحنيات الشخصيات المتفاوتة بين الصديقة والاخت والام والابنة
كل تلك النقلات ممزوجة بنفسيات مختلفة سيعيشها القاريء اثناء رحلته بين دفتي (سوار في قعر فنجان )
من وجهة نظري سوار لم تكن رواية واحدة فقط بل حكاية أجيال متعددة
وأنامتأكدةٌ بأنها ستنقل القاريء إلى عالمها
*هل تقييم الكتب من قبل النقاد يفيد الكاتب بشيء ويقيم نتاجه ؟ وكيف ترى الظاهرة النقدية للكتب الصادرة الآن ؟
-بحسب نوعية النقاد فالناقد الأدبي الحقيقي لن يُلقي بالكاتب إلى غياهب جب الاحباط كما يفعل البعض وإنما يصوب له مايجده في كتابه حتى يتحسن لونه الأدبي فيصبح لدينا انتاجاً أدبيًا حقيقياً
الحقيقة الاكثرية يتخوف من النقد والنقاد بسبب اسلوبهم اللاذع وغير المنصف احياناً ولكن من وجهة نظري أن الكاتب الذي يريد أن يرتقي بما يكتب يجب أن يتقبل النقد حتى تتحسن لديه الإنتاجية الأدبية
كما أن احياناً بعض التقييم لايعطي للعمل الأدبي حقه لأنه تقييم من وجهة نظر شخصية لذا أرى أن تقييم القاريء هو المراد لأن الكاتب حينما يكتب فهو يوجه كتابه للقراء أولاً وأخيرا
بالنسبة لعصرنا هذا أصبحت شهرة الكاتب تطغى حتى على تقييم كتابه بطريقة نقدية من قبل النقاد فشهرة الكاتب قد تكفي القُراء احياناً عن تقييم كتبه وهذا مجحف في كثير من الأحيان لان ثمة الكثير من الكتب الجيدة مختبأة في الظل والذي يرقص تحت اشعة الشمس لايشترط أن يكون جيداً
والحقيقة الآن أن السوشيال ميديا أصبحت أيضاً
تأخذ دور الناقد ترفع اسم كاتب وتهبط بآخر
وأتجه كتاب كثيرون لاصحاب حسابات تقييم الكتب حتى يتسنى لهم عرض كتابهم للقراء
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايك هذه الشروط ؟
- وبالنسبة لي التأني في الكتابة ودراسة المحتوى بشكل جيد والبحث المستمر وعدم التسرع في اصدار الكتب هو أهم الشروط
فقد نجد بعض الكتاب يصدر في العام الواحد أكثر من كتابين وذلك بناء على طلب الجمهور كما يزعمون
بينما الكتابة الحقيقية تحتاج للوقت والتفكير والمجهود والقراءة واصالة الفكرة أيضاً
أماعن نفسي أشعر بأن أي كاتب يريد أن يتخذ خطوة إصدار كتاب يجب أن يدرس ذلك بشكل متعمق ويخطط له بشكل واسع خاصةإذا كان أدب الرواية فهي تحتاج مجهود للتخطيط
واساسيات مدروسة
أي أنه يبدأ بالتأمل ثم التفكير ثم التخطيط ثم الانتاج
*في ختام حوارنا الجميل هذا، هل من كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وقرائها؟
-سُعدت جداً بهذا اللقاء الجميل الذي حضيت به معكم وليس الأول فقد كنتم معي منذ بداياتي في عالم الكتابة شاكرة لكم جداً
ونصيحتي للقراء اتبع شغفك أثناء اختيارك للكتاب وتعرف على الوان أدبية عدة لا تثبت على كاتب واحد بل تعرف على أفكار كُتاب عدة من خلال كتبهم ستجد ضالتك المعرفية
حتماً حينما تغوص في أكثر من بحر
نصيحتي للكُتاب وخاصة المبتدئين منهم الميدان متسع للجميع وكلٌ يستطيع خوض التجربة الرائعة في مجال الكتابة ويكفيك شرف المحاولة أن تصل إلى ذهن وقلب قاريء واحد و لا تعني قمة النجاح أن تصل إلى اصقاع العالم وأنت لم تقدم الانتاج الادبي الثري الحقيقي له ولا يعني انك فشلت ان بقي كتابك على الرف فالنجاح الحقيقي أن تتخذ خطوة الكتابة حتى تصل بصوت افكارك إلى الآخرين دون تردد.