لا زلتُ إنسان .....
كم هي جميلة لحظات الضعف التي تنتابنا ، بالرغم من قسوتها إلا أنها أكبر دليلا على إنسانيتنا ، فهي كفيلة أن تُشعرنا أننا مهما بلغنا من النفوذ والسلطة والقوة والعظمة والجاة لا زلنا بشر و أرواحنا تحتاج أن تلجأ إلى الله وتستعين به لكي تطمئن وتسكن ، نخضع لظروف الحياة ، فنحن لم نخلق من فولاذ صلب يتحمل جميع الطعنات دون أن ينحني أو ينكسر ، أو ملائكة لاتخطىء أبدا ، بل نحن بشر قد نخطئ ونصيب ، نحب ونكره ، نحسن و نسيء ، نضحك ونبكي ، نحزن ونفرح ، قلوبنا نقية بيضاء كالثلج ، وأحلامنا بنقاء الماء ، وخيالنا باتساع السماء ، نتملك القدرة على التسامح والعطاء مهما حاول البعض كسرنا وخذلاننا ، يوجعنا الأذى والفقد والرحيل فنحتاج لمن يحتوينا و يشد على أيدينا حين نرخيها ، من يقف معنا عندما تهتز صورتنا أمام أنفسنا ويجرحنا صغير الشوك من الكلمات والأفعال ، إلى حضن صادق حنون يحتضن مواجعنا وآهاتنا ، لمن يسمعنا لمن يشعر بنا و يفهمنا عندم نفقد لغة الكلام ، لمن نستند على كتفه ليخفف عنا عبىء الحياة و قد نبكي وتعتصر قلوبنا ألما وظلما وقهرا ، وهذا ليس عيبا نخجل منه ، بل رحمة من الله ، فعين تترجم معاناة القلب والروح فتغسلها من الهموم والأحزان والإشتياق والفقد والحرمان ، فنحن لانمتلك قوة خارقة مثل الشخصيات السينمائية كسوبرمان أو الرجل الأخضر أو المرأة الحديدية ، بل نمتلك مشاعر وأحاسيس سوف تظل تنبض وتستغيث مهما بلغت قوتنا في إخفاءها ومهما أغلقنا الأبواب بوجهها ستتحرر من قيودها و سترى النور يوما لتصرخ بأعلى صوتها لتسمع العالم أجمع ، أخيرا : عش كافة تفاصيل حياتك بدون خجل وكن على سجيتك فكلا منا معرضاً لفترة من الضعف والإنكسار ، فكن كورد تداعبه الرياح يميناً وشمالاً ثم يعصف به المطر فينحني ولكن لا ينكسر بل يفوح عطره في الأرجاء ، ويجب أن تؤمن بداخلك أنك لا زلت إنسان ...
الكاتبة / سميرة عبدالهادي.