( أشواك الشوق )
لِما طيفك لا يزال معي بعد رحيلك ؟! لِما لا يغادرني ؟! لِما يُلاحقني في كل الأمكنة ؟! يرافقتي في حلي وترحالي ، ولا أحمل غيره في خيالي ، أهتف بإسمك دون أن أشعر ، وأبحث عنك في كل الدروب وبين تلك الوجوه على أمل أن أراك أو أحداً ما يشبهك ، بل لِما لا زلت تزورني بأحلامي وتسامرني في كل ليلة ، وتغني لي أغنياتي المفضلة ، وتسرد لي قِصَصُنا ، ضَحِكاتُنا ، دُمُوعُنا ، ونظراتُنا ، آهاتُنا ، لِما بعثرت حروفي على أوراقي ، وقتلت أحلامي وآمالي وتركتها أشلاء ممزقة على أرصفة الذكريات تعبث بها الرياح ، لما أوجعت قلبي بغيابك ؟! كيف استطعت أن تبتعد عني وتتركني وحيدة ؟! ما أقساها ليلة الوداع وأنا أطرق جميع الأبواب للبحث عنك ، كان رحيلك مُبكيا ، وفراقُك لا يُحتمل ، تجمدت أطراف يدي وأنا أحاول طي حكايتي معك بجميع تفاصيلها ، وأصبحتْ الطرقات مظلمة سوداء برغم الضجيج الذي يسكنها ، جفت دموعي ، وتغيرتُ بكل شيئ ، أصبحت مُتعبة بحجم كل شيئ ، مجروحة بحجم كل شيئ ، مُكتئبة بحجم كل شيئ ، إختلقتُ لنفسي ضحكة مُزيفة . وارتديتُ قناع القوة خوفا من نظرات الإستضعاف ، واكتفيت بتمزيق تلك الرسائل والصور التي تشهد أنك كنت يوما ما بعالمي ، ولم أعد أنتظر حدوث شيء بلهفة ، واتخذت حزني كمخبأٍ عن كل هم من حولي ، فكيف لي البوح بجراحي وقد عشقتُ الصمت والبعد ، برغم أني لست هكذا أبدآ...؟ أيقنت حينها أني أصبحت جسداً بلا روح ، أسرق كلماتي من وجع الحياة والقلوب التائهة ، وأخطف الإحساس من مخالب الألم ، ورقصتُ رقصة الموت على رفات حكايتك ونثرتُ عليها آخر ورودي ، وأعلنتُ نهاية قصتي معك بلا تردد .. لكن !!لماذا مازال طيفك معي بعد رحيلك ؟ أخبرني لماذا...؟ لماذا....؟
الكاتبة / سميرة عبدالهادي