صحيفة صوت مكة الاجتماعية تحاور الكاتب علي الصباخ :
-النقد يعتمد بشكل كبير على خلفية الناقد في القراءة.
حوار : سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معك.
*نرجو أن تنور القراء الكرام بومضات من سيرتك الذاتية ؟
شاب سعودي طموح أقدر الفن، وأعمالي تتميز بأنها غير تقليدية وذات لمسات ابداعية
العمر 37
من سكان المنطقة الشرقية/القطيف
خريج جامعة الملك سعود/ تخصص أساليب كمية
أعمل في وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان
قارئ درجة أولى
وأملك العديد من الهوايات
*ماهي أهم نتاجاتك الأدبية المنشورة منها والمخطوطة، التي لم تنشر بعد ؟
صدر لي ثلاثة كتب: سيمفونية سبيرز (رواية)، لعبة الزمن (رواية)، يوم في الوزارة (قصة قصيرة).
لدي عدة مخطوطات لم تنشر، ولا أستطيع الإفصاح عنها لأني لا أعلم متى سأبدا بنشرها.
لكن كتابي القادم سيدور عن صراع شابة في التأقلم مع الحياة، ويسلط على بعض العادات الإجتماعية في مجتمعنا السعودي، أسلوب الكتاب يحاكي واقعنا مع لمسات خيالية.
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوض هذا المجال؟
بدأت علاقتي مع القراءة منذ الطفولة عندما زرع والدي حفظه الله حب القراءة في قلبي.
مع كثرة الإطلاع والقراءة أكتشفت موهبة الكتابة في سن مبكرة. ووجدت نفسي في عمر ١٢ سنة أكتب، وبدأت في كتابة بعض القصص القصيرة لتتحول إلى قصص أطول مع مرور الوقت.
تطورت لدي الكتابة وبدأت كتابة الروايات، وكان أول كتاب صدر لي في ٢٠١٩ بعنوان "سيمفونية سبيرز"، عبارة عن رواية بوليسية بطابع روايات أغاثا كريستي، بعدها أصدرت كتابي الثاني "لعبة الزمن" ويحكي عن قدرة الأنسان على السفر إلى عالم الأحلام وكيف أن قرارته وذكرياته عامل مؤثر في رحلته داخل العالم.
مؤخرًا صدر كتابي الثالث "يوم في الوزارة" والذي يصور تجربة طالب جامعي في بيئة العمل. القصة تحمل لمسة خيالية
وتصور التوتر الذي يصيب الطالب وهو يعيش تجربة جديدة.
لكل كتاب من كتبي الثلاثة تجربة مختلفة كليًا عن الآخر،والأسلوب فيهم جذاب بحيث يجر القارئ للقراءة حتى النهاية.
من كتابك المنشور" يوم في الوزارة " هل لك أن تنور القارئ الكريم عن ماذا يتحدث وما هي مخرجاته النهائية على المجتمع ؟
في بادئ الأمر تبدو القصة أنها تدور حول طالب جامعي على عتبة التخرج ويريد التعرف على بيئة العمل (القطاع العام)، لكن مع تسلسل الأحداث تصبح القصة أعمق من ذلك بكثير.
أحداث القصة تدور كلها في يوم واحد وفي مكان واحد، لكن بطل القصة يمر داخل عدة أزمنة (من 2008 إلى 2019، من ثم يتوقف عند زمن غير معلوم) فيشهد التطور التقني وتغير طباع الناس، ويعيش صراعات داخلية وخارجية أثناء هذه التغيرات السريعة.
ولأن البطل شخص فأئق الذكاء، تحليلي، يقوم خلال هذه الأحداث بدراسة طباع الناس، فيصبح الأمر دراسة تحليلة للبشر أكثر من أنها خوض تجربة لبيئة العمل.
القصة تتطرق لأمور كثير في المجتمع السعودي. سهلة القراءة وعميقة المعاني.
*اقتباس*
"ما زال الشاب يُفكر في الإجابة بشكل دقيق عن سؤال رفيقه. كانا يتأملان حركة الأشجار الخفيفة التي تتحرك بفعل الريح، كانت الحركة تُصيب الذهن بالخدر، فتؤثر على عملية التفكير، وكذلك بالنسبة لخرير الماء داخل الحديقة فهو يصنع تأثيرًا كبيرًا أشبه بالتشويش، فلا يصل الإنسان إلى عملية الصفاء الذهني، حتى يتمكن من الإجابة عن مثل هذه الأسئلة المصيرية".
*مخرجات الكتاب*
يستهدف الكتاب بالخصوص فئة الطلاب والموظفين (بالخصوص في القطاع العام)، لذلك هو يشمل فئات عمرية كبيرة. لكن بشكل عام بإمكان أي شخص قراءته والاستماع به.
ويركز الضوء على الطالب بعد التخرج والصعوبات التي يواجهها في إنخراطه في بيئة العمل، وعلى الموظف الحكومي الذي قضى سنين طويلة في العمل في هذا المجال.
من الممكن أن يُلهم الكتاب القراء من عدة جوانب لأنه يحاكي الواقع، والمجتمع السعودي. كما يعطي الطالب فكرة تعريفية عن بيئة العمل في القطاع الحكومي، ومن الممكن أن يغير طريقة التفكير التقليدي لبعض الأشخاص حيال طبيعة العمل في القطاع الحكومي (ومن المعروف وأنه مع مرور السنين القطاع تطور بشكل كبير)، الكتاب أيضًا يحمل نظرة مستقبلية عن القطاع الحكومي.
*هل تقييم الكتب من قبل النقاد يفيد الكاتب بشيء ويقيم نتاجه ؟ وكيف ترى الظاهرة النقدية للكتب الصادرة الآن ؟
بالطبع يفيد كثيرًا، ربما تعليق واحد يُغير فكرة بأكملها، كما أنه يسلط الضوء على بعض النقاط التي يمكن للكاتب تحسينها في كتاباته.
النقد يعتمد بشكل كبير على خلفية الناقد في القراءة، وما مدى تعمقه في مجال القراءة، وتنوع قراءته.
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايك هذه الشروط ؟
من المهم جدًا أن يقرأ الكاتب كثيرًا، وأن ينوع في قراءته، وأن يجعل الكتابة ممارسة له ويستمر في صقلها، أيضًا أن يستخدم تقنيات الكتابة والتي ستساعد في جعل كتابه متماسك، ومحبب للقراء.
*في ختام حوارنا الجميل هذا، هل من كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وقرائها؟
شكرًا جزيلًا على الإستضافة وإتاحة الفرصة، سعيد جدًا بهذا اللقاء، وأتمنى لكم التوفيق.