قصة قصيرة
* عروس البحر *
الكاتبة : عزيزة الصويغ
في فجر يوم انتابته رياح تهب من اتجاه الشرق تحمل نسائم اول ساعات الصباح الجميله .
أتى صياد يحمل سنارته وصندوق صغير يأمل أن يضع به صيد يومه ذاك .
وتعمق الصياد بداخل البحر وألقى بسنارته بعيدا .ولكنه كلما غمزت السنارة تبشره بوقوع سمكة فيها .جلبها إليه ونظر اليها مليا ثم اعادها إلى مياه البحر .
لا يعلم لماذا يصنع ذلك ولكنه كان يبحث عن شيء مختلف عن كل مرة .شيء يحلم به ويتمناه دوما منذ أن احترف مهنة الصيد وألقى بحبل السنارة إلى أبعد ما تستطيع يديه ثم أنتظر طويلا وهو يتنهد بعمق ويريد قائلا " متى يصبح الحلم حقيقة أم من المستحيل أن تعلفي في سنارتي ؟ لتخرجي من قلبي أثمن كنوزه !"
وبينما هو غارق في تأمله فجأة تغير موج البحر من الهدوء إلى الثورة وارتفعت أمواجه عاليا وشدت سنارته بقوة حتى كادت أن تفلت منه !
ولكنه تمسك بها بكل قوته مصمما على البقاء ثابتا .ونظر إلى نهاية العصا وأطال النظر مرة بعد أخرى فإذا بها عروس بحر فاتنة تشبثت بسنارته ولا تريد افلاتها .واقتربت منه حتى أصبحت أمامه .
تساءل الصياد " من انتي ومن أين أتيت .؟ حقيقة انتي أم حلم من الأحلام ؟
ضحكت عروس البحر قائلة "جئتك بعد أن سمعت نداءك لي بل صرختك التي اقلقتني واخرجتني من مخبئي .
كنت تنادي علي بكل ذرة في كيانك .
أين انتي ياحلمي فسبحت باتجاه صرختك فأنا ملكك وفي انتظارك .فخذ بيدي واخرجني من الماء .فلم أعد أريد التواجد في ماء البحر .
أريد أن أعيش معك على البر واكون معك دوما أراك وأرى حياتك تلك وأكون ملكا خالصا لك .ذلك
أجب النداء ياسيدي
نظر اليها غير مصدقا نفسه أهو يحلم أم هو واقع يعيشه
مدت عروس البحر يدها تطالبه بتحقيق حلمه وأمنيته أن تكون له .!
" خذ بيدي .أخرجني من هنا .لا تتردد حتى لا تضيع عليك الفرصة فيحول بيني وبينك مد البحر .اسرع "!!!
ولكن الصياد تذكر أن له بينا دافئا ،أمنا يعود إليه كل يوم مجهدا.!!!
نعم هي حلمه الذي طالما بحث عنه حتى كاد أن ييأس ،
نعم هي غاية مناه وحبه الضائع منذ السنين
ولكن ايترك كل هذا من أجل حلم؟!! ؟
من أجل حب يظهر ويختفي .؟!!!!
ايترك عالمه كله لمن لحورية بحر جعلت قلبه ينتفض عشقا
ويتذكر حبا ينام مطمئنا .
وبينما هو غارق في حيرته تلك .إذ به يسمع صرخه مغزعة فقد كانت عروس البحر ما زالت تمد يدها نحوه حتى جاءت موجة قوية ألقت بيدها تلك على صخور البحر فتكسرت وتحطمت إلى أجزاء تطايرت مع موج البحر .
وانهالت دموعها الما ثم أستدارت ونظرت إلى البحر ثم إلى الصياد وردت أيها الصياد عندما تلقي بشباكك تلك وسنارتك بعيدا انتبه وحاذر وأبقى بعيدا أن كنت لا تملك الشجاعة لتحقيق أحلامك
سأعود إلى البحر من حيث اتيت وأحاول معالجة حطامي وأصم أذني حتى لا اسمع صوتك ثانية .
واختفت فجأة بين مياه البحر .
واطرق الصياد برأسه لم يجرؤ حتى أن ينظر إليها فما قالته كان كافيا .
نحلم بالحب ونعيشه ولكن حينما يطلب منا أن يكون واقعا .تتغير كل الأمور.