مكة أرض الطمأنينة والسلام ..
الكاتبة / زهرة بكر برناوي
مكة منبع الإسلام والعربانِ،وفيها تنزّل كتابنا القرآن، وعلى أرضها أذِن ربنا برفع أول أذان، هي البلد الحرام،أرض الطمأنينة والسلام،ولعظمتها مضاعفةٌ فيها الذنوب والآثام، إنها بكة، سُكنى نبِّينا إبراهيم الخليل،ووالد كبش الفداء إسماعيل، بانيَ الكعبة،والداعي بالعيش الطيب لأهل هذه البلدة، مِن أكثر البقاع المشهورة، وأطهرها على وجه المعمورة، من باطِنها اسُتخرِج أطيب ماء، زمزم ؛ هو الشفاء لكل داء، يزمزِم دون انقطاعٍ حتى الفناء، مكة في تربتِها غُرس للإسلام أول لواء، وحملت في أحشائها أشجع الشهداء، ورجال منحوا أرواحهم للدين فداء، أم القرى في قلبها تحمي البيت العتيق، ويَفُد إليها الحجيج من كل فجٍ عميق، مهبط الوحي، ومقر مولد حبيبنا النبي، مكة عالية المكانة وهي لكل البلدان هامَة، فاستحقّت بدورها وصفها بالنّاسة، ولصور تكريمها بداية لا نهاية، ففي الجاهلية اتخذوا القسم بكعبتها إثباتًا للحقيقة، وحرّموا تأديب أبنائهم فيها حتى يصبحوا في خارج حدودها فيزيلوا عنهم الحماية، ثم جاء الإسلام فحرّم قطف ورقها، وعلى الكافر وطئِها، وانتهاكِ يسير حُرمتها، لذلك سعيدة لكوني أعيش على أرضها،ويملأ جوفي نقاء هوائها، وأطرب مسمعي بأذانها، ومضاعفٌ فيها أجري بكل طاعةٍ أُخلِصها، وإن زارني الملل جئت بعمرةٍ في حرمِها، فالحمد والمنّة لله أن جعلني فردًا فيها، وأتمنى لقارئ كلماتي أن يُكتب له زيارتها، فكلُّ من زارها وعاد تملّكه الشوق للعودة إليها .