( حلم )
الكاتبة : ليلى ربيع
تتزاحم خطواتهم عند عتبة الباب يتدافعون من يخرج إلى أبيهم أولاً هو من سيصل إلى مدرسته قبل الجميع.
في شبه سيارة دائمة الأعطال كل من يشاهدها وهي تسير يقول على الله مجراها ومرساها.
تودعهم أمهم عبر نافذة الحجرة التي تأكل حديدها من الصدأ، وخط عليها الزمن خطوطاً فكسرها.
أغلقت النافدة وكأنها صماء.
تذكرت مئات الالاف التي جمعتها وأنفقتها في بناء بيت العمر الذي طالما حلمت به .
تقاعدت ولم ينتهِ
***
بعد شهر من عشرين عاماً من المأساة ، كان ينتظرهم الاخ الأكبر ليكمل مسيرة والده الذي أصبح طاعناً في السن، ولكن لم يخرج في ذلك الصباح أي أحد؟
كانت أمهم في حالة سرور وحبور ترتدي ملابس وكأنه صباح يوم العيد، مسدلة شعرها على كتفيها وقد زينت وجهها فبدت كأمرأة أربعينيه محمرة الوجنتين 'وردية الشفتين 'تكشف عن أسنان لؤلؤية .
دخل أخوهم ليتفقد حالهم شاهد والده رجل ضئيل الجسم شاحب الوجه في حركته خجل وإرتباك . شفته العليا ترتعش فوق أسنان مفقودة وعلى عينيه غشاء من الدموع .يحاول أن يكتم قهقة قلبه.
رأى كل واحد من أخوته يمسك بمبلغ يجعل من أبصارهم شاخصة وضحكاتهم مكتومة .
يقترب والده من أمهم وهو يربت على كتفيها ويقول لها: سيعوضك الله بأفضل منه.
وكأن الأعين حولها كمرات تلتقط وجودها بينهم ….
تتوارئ عنهم مسرعة بخطوات ثقيلة لتتلحف بالغطاء فتبكي في عويل مؤلم وصرخات مذوية .وتتساءل هل حقاً كان حلم مدته عشرين عاماً ؟!