بنات الثانوية (مدرسة مشاغبين جديدة)
الكاتب / ياسر الثقفي
مسلسل قادم يُفترض أن يكون سعودي هادف يحمل قيم ومُثُل مجتمعنا الراقي، يحوي في مضامينه حلول لمشاكل بناتنا في قطاع التعليم والقضاء على سلبيات التنمر والعلاقات المحرمة والأضرار النفسية ومخاطر المراهقة وغيرها.
لكنه في الواقع أشبه ما يكون بمقاطع (هبال) بنات الـ (تيك توك) يعج بالفوضى والتمرد والتكسير، بل ووصل الأمر لعمل (مظاهرات) داخل فناء المدرسة وأخشى ما أخشاه أن يكون للمسلسل أبعاد فلسفية أعمق، تسعى لهدم المجتمع والأسرة والفرد خاصة إذا عُرف مؤلفه ومخرجه.
هل لكم أن تتخيلوا ما فعلته مسرحية (مدرسة المشاغبين) في أفكار الأجيال المصرية، وما أحدثته من انهيار أخلاقي فضيع في المجتمع، كل ذلك بسبب الأحداث التي كانت تدور حول ازدراء المعلم وعدم احترامه والتقليل من مكانته، والضحك و(الطقطقة) عليه حتى أصبح يتجول بين جدران الفصل المدرسي بلا قيمة ولا هيبة.
لم تكن مدرسة المشاغبين مجرد عمل فني كوميدي عادي، بل حرب فكرية موجهة بدراسة وتخطيط (إسرائيلي) ممنهج، حيث قامت نقابة المعلمين المصرية برفع دعوى قضائية لوقف عرض المسرحية على التلفزيون المصري، أيضاً قام عدد من أطباء النفس المصريين في جامعة القاهرة بعمل دراسة لعدد من الطلاب المشاغبين واكتشفوا أن 70 بالمئة منهم كانوا يقلدون شخصيات المسرحية في محاولة لنيل إعجاب زملائهم.
حينها صرّح وزير التعليم العالي المصري بأن مسرحية مدرسة المشاغبين من أهم أسباب انهيار التعليم في مصر وتدني مستواه.
مولف وكاتب المسرحية هو علي سالم صاحب كتاب (رحلة إلى إسرائيل) وقد منحته جامعة بن غوريون الدكتوراة الفخرية، لكن السلطات المصرية منعته من السفر لتسلمها، وبعد وفاته في عام 2015 قامت جامعة "تل أبيب" بتأبينه وأطلقت اسمه على مسرح الطلبة فيها.
يقول جون ديوي : التعليم ليس إعدادًا للحياة بل هو الحياة نفسها.