ملفات العقل لدى الأبناء
للأستاذ/أنس محمد الجعوان*
ملفات العقل لدى الأبناء والبنات مليئة بالمواقف والرسائل السلبية التي مصدرها التربية الأسرية ومقاطع المقالب في اليوتيوب وتدني الأخلاق في التك توك والسب والشتم وسوء الخلق داخل ألعاب الأون لاين ومستقبلهم الواعد على الأبواب وبداية مدرسية جديدة مع جيل كورونا والأجهزة الذكية وتشتت ذهني عال.
في ثورة الحياة السريعة ومع وجود أحداث متسارعة وقدوات سلبية في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لدينا الكثير من الضحايا سواءاً من الأبناء أو البنات وحتى من الكبار وأصبحت القدوة الحسنة على المحك بسبب أن من كانوا مثلاً يحتذى به تأثروا بمشاهير الإعلانات اللذين هدفهم الشهرة وزيادة الأعداد بعيداً عن المحتوى الهادف والحرص على المبادئ رغبة منهم في زيادة عدد المشاهدات والمتابعات لجذب شركات الإعلان وزيادة الدخل على حساب عقول المشاهدين والمشاهدات مهما اختلفت أعمارهم وأصبحت البيئات متشابهة مثل تشابه كل شيء فالتقليد يأتي بسهولة سواءاً في نوعية الأواني أو الهوايات أو أماكن التسلية أو الأفكار .
وهناك دراسة تقول أن أكثر خمسة أشخاص تقابلهم يومياً تتأثر فيهم تلقائياً حتى في طريقة كلامهم وتصرفاتهم وغالباً ما يكون أربعة أو خمسة منهم على الأقل من السناب شات وهو ما يقضي معظم الناس وقتهم فيه في منطقة الهروب بالإضافة للأفلام الأجنبية وغيرها ومزيداً من الأفكار والتأثير وفتح ملفات جديدة في العقل محتواها سلبي بعيداً عن القيم والعادات والأخلاق.
إذا كان هذا يصدر من القدوات فكيف تكون التربية؟
وإذا كان هذا حال البعض فهناكم من استغل هذه الفترة في الاهتمام بأبنائهم وتدريسهم القرآن وإدخالهم دورات تدريبية وتحبيبهم في قراءة الكتب وتسجيلهم في مراكز لرعاية المواهب وهذا يرجع لمعرفة الإستثمار الحقيقي في الأبناء والاستفادة من هذه الأوقات في ملء فراغهم وإكسابهم مهارات يحتاجونها في حياتهم.
أما بقية الأبناء في هذه الفترة فهم عبارة عن شتات في العقل وأفكار سلبية أثرت فيهم هذه المرحلة بكل ما فيها من أحداث وفراغ وما تبع كورونا من فواجع وأمراض ووفيات عند الأقارب أو الأحباب ويحتاجون للكثير من الاهتمام حتى يعود كل منهم إلى حياته الطبيعية وهدوء أعصابه وتقبل المعلومات والتركيز أكثر على الدراسة والتحلي بأخلاق العلم.
فالتوقف عن إٍستخدام الأجهزة يأتي في المقام الأول والحرص على الجلوس معهم ومراجعة ما سبق وماتم فيه من إنجازات إيجابية وفتح صفحة جديدة معهم وتدريبهم على الخيال والأحلام الواقعية لوضع أهداف مستقبلية ليتم رسم مستقبل واضح وهدف علمي مرموق ليكون البداية الفعلية للانطلاقة ومشاركتهم بعض المقاطع التي تساعدهم على وضع نماذج عجلة الحياة لحياة متوازنة وإعادة تأهيلهم لأول يوم دراسي ومن ذلك تعديل فترات النوم ولابد في هذا الفترة من قرب الوالدين أو أحدهما والشرط الأساسي أن يكونا قدوة حسنة لهم .
عام دراسي جديد بعد كورونا ولنجعل شعارنا مع أبناءنا.. أكون مميزا.
*مستشار تدريبي