الحقيقة .
تجربتك و حياتك على الأرض تجربة ممتعة؛ تتجسد فيها روحك في جسدك المادي على الأرض؛ و هذه منحة إلهية عظيمة تستوجب الشكر...
فلا تحمل في قلبك أحزان وهمية و تُراكمها و تُضاعفها بالتفكير المستمر فيها،،
هي إما من ماضي قريب أو بعيد مضى و انتهى و لن يعود، أو من مستقبل لا تعلمه و لا تدري ماهو... هو في علم الغيب؛ ولو ظننته خيرًا؛ أتاك خيرًا كما ظننت؛؛
فمستقبلك تفاعلي؛ يتفاعل معك و يتغير بتغير نواياك و ظنونك برب العالمين؛ الذي يعطي عطاءً غير ممنوعًا و لا مقيدًا : " وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا "
إن شعورنا بالانفصال عن لحظتنا الراهنة؛ ماهو إلا نتيجة عقلنا الذي يرغب بالأشياء المألوفة و يتمسك بها بقوة، سواء كانت أماكن أو علاقات أو أفكار.. كفكرة الحزن الوهمي....
تخلى و تحرر من التعلق بهذا الوهم المحزن؛؛ ففي ذاك التخلي خفة في القلب؛ تُسهل عليك الالتفات و الانتباه لجمال اللحظة الحالية التي تعيشها الآن، و النعم الخفية من حولك و المحيطة بك؛ لكنك متشاغل عنها بالحزن أو القلق على أمس أو غدًا...
لا تدع مشاعر الوهم تصرف انتباهك؛ ولا تدع نفسك تنجرف معها على غير هدى من دون مجاديف وعيك و إدراكك.
لنصقل وجودنا بتراجعنا عن وهم الانفصال عن لحظاتنا؛ عبر العودة للسكون الداخلي و ملاحظة الآن، و تفقد جماله...
غير إدراكك؛ لتميز بين الوهم و الحقيقة؛ و عش كامل يومك بحب و لطف؛ فعندما لا تسير الأمور كما ترغب؛ اجعلها فرصة للنماء و التعلم و التطور،، و إذا كانت كما تود أن يكون؛ فاحمد و اشكر؛ و كن في جميع حالاتك دائم الامتنان لمن يدبر شؤون حياتك بما هو خير لك؛ " وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
الكاتبة ✍️ سهام حاسن الأحمدي