في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتبة والروائية مريم صميلي:

- اعطت الثورة الأدبية حالياً المجال للشباب ونمت مواهبهم، وهناك دعم كبير من المنظمات الثقافية في دول الخليج العربي للكُتاب .

حوار : سلمى البكري
 
في بداية حوارنا هذا  نرحب بك أ. مريم في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ.

* في مفتتح حوارنا هذان نتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟

-أولا شكرا جزيلاً علي الدعوة الجميلة متمنية أن أكون ضيفة خفيفة على القراء .
أما عن سيرتي الذاتية واهم محطاتها فاقول : 
إن عشقي للقراءة كان منذ نعومة أظافري وكانت من أهم الهدايا التي تلقيتها من والدي معلمي الأول رحمه الله مجموعة من قصص الأطفال وبعض الكتب الأدبية  وقد كان والدي كثير الاهتمام بالكتابة والمطالعة فقد كان قدوتي الأولى، وهنا أتذكر جيداً أنني  قرأت مع أبي رحمه الله ديوان المتنبي وأحمد شوقي وكتب منوعة  في التاريخ والأدب العربي وأنا  لم أتجاوز العاشرة. 
بعد ذلك أصبحت شديدة الشغف بالإطلاع  على أي كتاب يقع أمامي، وبالمناسبة أنا أميل  جداً للروايات والكتب الأدبية  حيث تاثرت بالكاتبة أحلام مستغانمي جداً كما تأثرت بشعراء عدة، ومازلت أميل لكل كلمة مرهفة أو نغم بيت شعر أو قصة مسرودة على هيئة حياة . 

*  لكل كاتب مبدع بداية لقصة تشهد له أما الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة ؟ 
ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعكِ ودفعك لكي تخوضين غمار كتابة الرواية ؟

-بدايتي في الكتابة كانت فعلياً في المقاعد الدراسية، حيث كنت أعد وأكتب أغلب البرامج الإذاعية والخطابية منذ المرحلة الثانوية،  أما بالنسبة للداعم  الأول فكان لوالدي رحمة الله عليه ثم معلماتي خاصة معلمات مادة  التاريخ واللغة العربية ثم بعد ذلك  اطراء صديقاتي في سنوات الدراسة الجامعية على أغلب المقطوعات التي اكتبها  ولزوجي أيضاً  فضل كبير فقد دفعني للكتابة وشجعني ودعمني وبحمد الله . 

* هل لكِ أن تحدثينا عن نتاجاتكِ الأدبية المنشور منها والمخطوط الذي لم تطبع بعد؟

- لدي رواية واحدة منشورة وحالياً أعمل على مطبوعة جديدة عبارة عن مقطوعات أدبية  بإذن الله ترى النور قريباً و خططي للمستقبل كثيرة سترى النور جميعها ومن أهمها الجزء الثاني من رواية الحلم الأخير. 

* من رواياتك المنشورة (الحلم الأخير)، هل لك أن تنوري القارئ الكريم عن احداث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على الفرد والمجتمع ؟

-رواية الحلم الأخير كانت فكرة داعبت مخيلتي فأحببت صياغتها على هيئة رواية خيالية بحتة، حيث اخترت الشخصيات من أرواح صادفتها في حياتي وقد أكون خرجت كثيراً عن مسار النص وأرضيت شغفي لا أكثر لكي أكتب باكورة كتبي رواية  أرى أنها مختلفة وأتمنى أن يلاحظ القارئ الكريم ذلك . 
المتذوقون للأدب  من شرائح المجتمع يعلمون أن للكاتب خيال خصب لذلك  أتمنى أن ترضي رواية  الحلم الأخير ذائقة من يهتم بهذا النوع من الروايات وأتقبل  كل النقد بصدر رحب. 

* يقول البعض أن الكاتب ينحاز إلى الواقع دائما، ما رأيكِ في هذا القول؟ ثم بيني رأيكِ الصريح إلى أي حد ينحاز الكاتب هذا  إلى الواقع، وما هي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الإنفجار الداخلي والتمرد على هذا الواقع، وإعادة إنتاج عالم جديد في خياله؟

-الكاتب في النهاية فرد يعيش ضمن سلسلة من الحقائق تسمى الواقع وأنا أن كنت سأتحدث بشكل عام ففي ذلك  حيادية نوعاً ما، لكن بشكل خاص أنا واقعية جداً إلا في موضوع الكتابة فأنا أطلق لمخيلتي العنان للإمساك بلجام الكلمات والمعاني والمشاعر كي أخرج بنص أنيق يرضي شغفي قبل شغف القارئ .
طبعاً هناك محطات تجعل الكاتب يقرر الكتابة أو الانفجار بين قلم وورقة  تعود لملابسات حياة الكاتب وظروفه لكن أولا وأخيراً لكل كاتب حكاية ولكل حكاية كتاب ولكل كتاب لذة. 

* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي له نتائج  تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟

-وسائل التواصل الاجتماعي حال استخدامها بالشكل الصحيح تعد من أهم  وسائل دعم وانتشار الأدب والأدباء  ومن خلال اطلاعي أرى أنه  ليس هناك اختلاف كبير بين الممارسة التقليدية  للأدب  وممارسة الثقافة عبر الواقع الافتراضي فقد يخدم الواقع الافتراضي الجيل الجديد بشكل اوسع ويساهم في سرعة انتشار الكتب والأفكار الثقافية بشكل موسع وسريع. 

* احتلت حفلات إشهار الكتاب اهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيكِ بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً ؟

-الزمن الحالي يتطلب ذلك، قلة من يشتري صحيفة ورقية الأغلب يطّلع الكترونياً وعبر منصات التواصل الاجتماعي، من وجهة نظري المتواضعة إنها تساهم جداً في التواصل بين الكاتب والقارئ ومفيدة لكليهما. 

* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي  برأيكِ هذه الشروط ؟

- أولاً  الموهبة التي هي من أهم الشروط التي لابد أن تكون في الكاتب لذلك يجب أن  يكون الكاتب موهوباَ ومطلعاَ على قواعد اللغة، ثانياً الثقة  فيما يكتب والإيمان العميق بكل افكاره التي يضعها على الورقة أو بين أسطر كتاب، وحب الكتابة وكونها ملجأ ومتنفس له يجعله يُخرج نص جميل جداً ويلامس شغف كل القراء. 

* نلاحظ في السنوات الأخيرة أن اعداد الروايات المطبوعة في الخليج خاصة، والوطن العربي عامة قد كانت بأعداد كبيرة، برأيك لماذا هذا الكم من الروايات الصادرة؟

- لأن الثورة الأدبية  حالياً تعطي المجال للشباب وتنمي مواهبهم وهناك دعم كبير  من المنظمات الثقافية في دول الخليج العربي للكُتاب من أجل تحقيق طموحاتهم وذلك  شيء  جميل ويثلج الصدر ونطمح لأن  يكون المجال أكثر يُسرا وسهولة في المستقبل.

* كلمة أخيرة لصحيفة صوت مكة الاجتماعية و قرائها و هيئة تحريرها ؟

- كل الشكر لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وهيئة تحريرها على هذه الاستضافة وكذلك شكري لجميع العاملين على في هذا الصرح الاعلامي المميز و الداعم للكتّاب والأدب  والشكر موصول للقراء الأعزاء و شكراً جزيلاً لكِ محاورتي على هذا  الحوار المميز سعدت جدا بالحديث معكِ.