في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتبة نيفين الموصلي:
-هناك روايات عربية تظاهي بجمالها الروايات الأجنبية وهناك كتاب لا يقلون ابداع وكتابة عن الكتاب الأجانب.
حوار : سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك أ. نيفين الموصلي في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ.
في مفتتح حوارنا هذا نتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟
-أنا نيفين أيسر الموصلي سعودية الجنسية من أصول سورية ولدت في مدينة دمشق مدينة الياسمين والجمال
متزوجة ولدي ثلاثة أطفال هم زهور حياتي وأجمل محطات حياتي وبهم أنمو وبهم أقوى وبهم أحيا فهم رواياتي وخواطري ونهر إحساسي الذي لا ينقطع ليرويها بالحب والعشق والعطاء الذي لاينتظر مقابل
دراستي هي بكالوريوس في علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز وسجلت في بعض دورات الصحافة العالمية في دمشق .
لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أما م الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى لكتابة الرواية ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوضين مجال كتابة الرواية ؟
-منذ صغري وأنا أتأمل الكون بطريقتي الخاصة فأشعر أن كل ما حولي يشاركني شغفي وحبي للجمال في كل تفاصيله
قضيت طفولتي في بيت جدي في دمشق وقد كان بيتاً يعج بالحياة والحب عشقت جدي الذي يسقي شجيرات حديقته بكل عطاء ويسقي جذور الياسمين بروح الياسمين فكنت أجمع الياسمين بفستاني الصغير وأوزعه في كل الغرف وما يزيد لدي أرميه في البحرة المتوسطة في فناء البيت .
بدأت بالكتابة في المرحلة المتوسطة وكنت من محبي قراءة شعر نزار قباني كنت أشعر أنه يترجم مابداخلي من مشاعر عجزت حينها عن التعبير عنها بطريقتي وكنت أعشق القراءة لكي أغذي نفسي بجمال الكلمات وأسرار النفس فعشقت مادة علم النفس كانت تداوي الأرواح وتترجم لغة اللاوعي الذي بداخلنا وهكذا بدأت بالتعرف على نفسي وأطلق لها العنان بالتعبير عما بداخلها من أغوار ومشاعر فاضت ونبتت في خواطري ثم بكتابة القصص القصيرة ثم بروايتي التي كتبتها بحب وبصدق .
هل لكِ أن تحدثينا عن نتاجاتكِ الأدبية المنشور منها والمخطوط الذي لم يطبع بعد؟
- عندما يتفتح الياسمين بواكير إصداراتي الأدبية ، والآن أنا بصدد كتابة روايتي الجديدة التي تحاكي بالجمال روايتي الأولى ( عندما يتفتح الياسمين ) ولكن بحلة أعمق وأقوى .
* من رواياتك المنشورة ( عندما يتفتح الياسمين)، هل لك أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟
-روايتي عندما يتفتح الياسمين هي رواية خفيفة عفوية سلسة يستطيع قراءتها كل الأعمار قصة الرواية عن فتاة تدعى مجدُلين وعن تفاصيل حياتها وطفولتها والظروف التي وضعت في طريق أحلامها وحددت عليها اختيارات لم تكن تريدها ولكن كان مبدأ مجدُلين أن الأحلام التي نسعى لها قد نؤجلها لطارق ما ولكن لا نلغيها ..
يقول البعض أن الكاتب ينحاز إلى الواقع دائما، ما رأيكِ في هذا القول؟ ثم بيني رأيكِ الصريح إلى أي حد ينحاز الكاتب هذا الواقع، وما هي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الانفجار الداخلي والتمرد على هذا الواقع، وإعادة إنتاج عالم جديد في خياله؟
-نحن نعيش واقع لا مفر منه سوى بخيالنا و بأحلامنا وكل كاتب تجدين روحه في كتاباته كما قال كارلوس زافون في كتابة متاهة الأرواح أن كل كاتب تجد روحه تتغلغل داخل كتاباته وهذه هي الحقيقة نحن في النهاية محصلة لمى حولنا ونفسية الكاتب ستظهر في كتاباته مهما حاول اخفائها ولولا الخيال والأحلام لمى استطعنا أن نلوّن حياتنا ونخلق السعادة في حياتنا وحياة من حولنا
ومن أسرار روايتي هو الحب فهو المحرك الخفي الذي يحول حياتنا وحياة من حولنا لأطواق من الياسمين فبه نقوى ونصمد أمام موجات الحياة المتتابعة والتي لا توقفها شيء .
* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟
-وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها على حياتنا بكل قوى ولكن هي سلاح ذو حدين فمن تمكن من استثمارها لمى يريد وجدها نعم المعين له ومن أراد أن يجعل من نفسه مركب شراعي صغير تجرفه الأمواج كيفما شاءت فقد أضاع نفسه في متاهات هذه الوسائل الاجتماعية .. ولكن لا شيء يعلو جمالاً عن صفحات الكتب ورائحة الكتب والتغذية الذهنية من خلال تصفح تلك الأوراق الصفراء العذبة المذاق ومسك القلم ليسجل لي كل ما تلقطه عيناي من جمال أجده بين تلك السطور الناطقة بالابداع
وكما يقول ماريو فارغاس يوسا الكاتب الاسباني ( ليس ثمة ما هو أفضل من رواية لجعل الناس يفهمون أن الواقع مصنوع بطريقة رديئة ، وأنه غير كافي لإشباع الرغبات ، والشهوات ، والأحلام الانسانية.... )
* احتلت حفلات إشهار الكتاب اهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيكِ بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً؟
-للحقيقة لحد الآن لم أحظى بهذا الشعور بسبب الوضع مع كورونا والحقيقة أن كل كاتب يشعر بسعادة حين يرى من يسعى لنيل توقيعه على مؤلفه .. أنا أنظر لها بطريقة أخرى أشعر أن الكاتب يشارك فرحته بما أنتجه مع محبينه ومعجبيه ومتابعيه ولكن للأسف هناك من يسعى للشهرة أكثر من أي شيء أخر وهذا المنظور خاطئ لأن القارئ أذكى مما نظن ويميز من الكتب ما يستحق القراءة ويميز قوة الكاتب وصدق كتاباته ..
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايكِ هذه الشروط ؟
-الكاتب الناجح لابد أن يكون قارئ نهم وله رؤية مميزة وأسلوب مميز تظهر في أسلوبه في الكتابة فلابد لكل كاتب أن يكون قارئ وليس كل قارئ قادر أن يكون كاتب فالكتابة هبة من الله وقدرة على التعبير بطريقة تنطق بها الصفحات لتصل لعقول القراء ..
* نلاحظ في السنوات الأخيرة أن اعداد الروايات المطبوعة في الخليج خاصة، والوطن العربي عامة قد كانت بأعداد كبيرة، برأيك لماذا هذا حصل هذا الاتجاه في كتابة الرواية مقارنة بالأجناس الأدبية الاخرى؟
-الكتابة حق للجميع والكتب القوية تثبت نفسها في السوق الأدبية مهما تزاحمت الكتب والآن بسبب كثرة دور النشر وسهولة اجراءات النشر .. ولكي يأخذ الكتاب حقه من النشر والتوزيع لابد من أن يختار الكاتب الدار الاقوى والتي لديها موزعين مندوبين في أغلب الدول العربية والخليجية وأنه لابد من التعاون المشترك بين الكاتب والدار لاعطاء الكتاب حقه في النشر والتوزيع من قبل الدار وفي الاعلان والتسويق من قبل الكاتب وتمنياتي لجميع زملائي الكتاب بالنجاح والتوفيق .
*نلاحظ في السنوات الأخيرة أن اعداد الروايات المطبوعة في الخليج خاصة، والوطن العربي عامة قد كانت بأعداد كبيرة، برأيك لماذا هذا حصل هذا الاتجاه في كتابة الرواية مقارنة بالأجناس الأدبية الاخرى؟
-هناك روايات عربية تظاهي بجمالها الروايات الأجنبية وهناك كتاب لا يقلون ابداع وكتابة عن الكتاب الأجانب. مثل جبران خليل جبران ومحمود درويش والكثير الكثير من فراعنة الكتابة العربية .
*كلمة أخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية و هيئة تحريرها؟
-كلمتي لقراء صحيفة صوت مكة ابحثوا واقرأوا لتجدوا يوماً ما من يستطع أن يعزز فيكم الكتابة وحب المعرفة وبالقراءة تنهض أمم وتندثر أمم والأحلام قد نؤجلها ولكن لا نلغيها ...
وشكراً من القلب لصحيفة صوت مكة الاجتماعية وشكر خاص للأستاذة القديرة سلمى البكري على مجهودها الواضح لإثراء القارئ بكل ما هو جديد ومفيد.