في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتبة إيمان الطالب :

مستقبل الرواية العربية كأنه بدأ مرحلة الانتعاش والصحوة الفكرية والعمق في الفكرة والاسلوب بما يتماشى مع الكتاب المثقفين .

حوار : سلمى البكري
 
في بداية حوارنا هذا  نرحب بك أ. إيمان الطالب  في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ.

* في مفتتح حوارنا هذا نتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟
- بداية أود أن أتقدم بجزيل الشكر لشخصك الكريم أستاذة سلمى والشكر موصول  لجريدة صوت مكة الإجتماعية .
أما عن المحطات المهمة فحياتي كلها محطات وسلم بدرجات ارتيقتُ بعضها بسهولة والبعض الآخر كانت بصعوبة بالغة، فقد كنتُ معلمة وأم وزوجة والمسئولية كانت كبيرة، لكن الدرجة الفاصلة كانت بعد أن تقاعدتُ وتفرغتُ للكتابة وساعدني على ذلك ابنتي آلاء حين ابتعثت إلى بريطانيا وكنتُ مرافقة لها،وكان لدي الوقت الذهبي الذي ملئته بكل مايعود عليّ بالفائدة.

 لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أما م الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة الرواية ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوضين مجال كتابة الرواية ؟

-عن بداياتي كماسبق وذكرت بعد التقاعد تفرغتُ، لكن كنتُ قد بدأتُ الكتابة بعد وفاة والدتي يرحمها الله وكانت عبارة عن خواطر متفرقة في الفراق والموت والشوق لمن فقدنا، وحقيقة بداياتي لم تكن في كتابة القصة وإنما في مذكرات معلمة.
 و أما المشجع الأكبر لي فهو والدي يرحمه الله ثم أولادي وحبات قلبي آلاء وعبدالرحمن فلهم مني كل التقدير والاحترام والحب.

علما إنكِ اصدرت عدداً من الروايات هل لكِ أن تحدثينا عن هذه الروايات وعناوينها، وهل لديك رواية أخرى قيد الأنجاز  أو هي في دورها لترى النور ؟

-رواية هذا قدري أول الروايات إصداراً لي، وبنفس العام صدر ت وتاهت مشاعري ولن تعود إلى جنتي، هذا بالنسبة للروايات لكن أول كتاب صدر لي مذكرات معلمة٢٠١٧وبنفس العام صدر كتاب مالم يقرأه الرجال من سورة الطلاق وكتاب الاستنساخ ومراحل خلق الإنسان في القرآن.
وبعدها صدر لي رواية رحلة لم تكتمل   وكتاب مفارقات لُغوية-قريبا في المكتبات- وخلال فترة الحجر ألفتُ كتابين همسة في أذن كل أنثى وكتاب مرآتي على رصيف حياتك . وقريبا في المكتبات .
أما عن الكتب الجاهزة وتحتاج للمراجعة والتدقيق فهناك قصة بعنوان خريف الذكريات وقصة بوليسية إجتماعية بعنوان شريط الزينة، وفي جعبتي الادبية الكثير من الافكار لكتب وروايات جديدة بإذن الله.

* من رواياتك المنشورة ( اربعينية عذراء)، هل لك أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟

-كتاب أربعينية عذراء ليس رواية وإنما مجموعة قصص قصيرة حفظتها في ذاكرتي منذ الطفولة أحداث حصلت أمام عيني وأنا طفلة لاشخاص أعرفهم أو حدثتْ لأناس أعرفهم معرفة شخصية وبعض هذه القصص من وحي الخيال .
ونصيحتي التي أهديها لكل قارئ أن تنشط ذاكرتك لتجعلها تحتفظ بكل الأحداث والقصص لترويها للغير  حتى  تؤخذ العبرة والعظة والاستفادة من تجارب الغير.

يقول البعض أن الكاتب ينحاز إلى الواقع دائما، ما رأيكِ في هذا القول؟ ثم بيني رأيكِ الصريح إلى أي حد ينحاز الكاتب هذا الواقع، وما هي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الانفجار الداخلي والتمرد على هذا الواقع، وإعادة إنتاج عالم جديد في خياله؟

-حقيقة بالنسبة لانحياز الكاتب للواقع ، فأنا أميل إلى وصف مشاعر الناس وتحليل الشخصيات والاحداث، أنا مؤمنة جدا بمقولة أن الأدب مرآة للعصر، والأديب أصدق من يحمل المرآة ويصور آلام الناس ويحلق لأحلامهم ويقرب وجهات النظر ويبين نتيجة آراء الناس، فقلم وفكر الأديب مسخرين للقارئ والمثقف العربي، أما لحظة الانفجار تلك اللحظات التي يجعل الفكرة تتخمر في خيالة وتعيش وتنمو وتتفاعل الشخصيات مع بعضها البعض وتتفاعل مع الاحداث  ليخرج لنا الاديب رواية أوقصة فيها العبرة والعظة، وفي النهاية كل هذا يرجع إلى القارئ وهدفه من قرأته للقصة او الرواية.

* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟

-حقيقة تسليط الضوء على وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الافتراضي شيء جديد بالنسبة لي  وأنا حديثة عهد بكل هذه الأمور ، أما بالنسبة للنتائج لايهم الوسيلة إذا كانت النتائج مجدية وتؤدي الغرض، وأنا بصفة خاصة القيت عدة محاضرات ولقاءات بوسائل افتراضية ولاقتْ نجاحا وقبولا من الجمهور ولله الحمد .

احتلت حفلات إشهار الكتاب اهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيكِ بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً؟

-حقيقة أنا أشجع كل شيء يساهم في انتشار القارئ والمؤَلف ، ومادامت هذه موضة العصر والجميع يقضي معظم وقته على جهاز الهاتف الجوال او على جهاز الحاسوب معظم الوقت فجميل جدا انتشار وإشهار الكتاب والمؤلف، فالزمن القادم للتكنولوجيا . 

* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي  برايكِ هذه الشروط ؟

-أما الشروط التي يجب توافرها في الكاتب أو الأديب الناجح من وجهة نظري الخاصة وبكل تواضع أولا الموهبة متى وجدت لابد من تنميتها وتوظيفها في كل مايرد على الموهوب بالفائدة ثم القراءة والقراءة ثم الثقافة ومتى شعر بالنضوج الثقافي والاكتفاء عليه أن يبدأ بالتدوين والكتابة ولا يجددالكتابة إلا بعد أن يرى ردة فعل القارئ العربي المثقف وهنا لابد من التنبيه على احترام القارئ العربي المثقف، فهو عقلية لا يستهان بها ولا يُقَدم لها إلا مايليق بمقامها، وهذا ما أحاول فعله من كتابة وبعد الانتهاء اعطيها لبعض الزميلات للمراجعة والتدقيق.

* نلاحظ في السنوات الأخيرة أن اعداد الروايات المطبوعة في الخليج خاصة، والوطن العربي عامة قد كانت بأعداد كبيرة، برأيك لماذا هذا حصل هذا الإتجاه في كتابة الرواية مقارنة بالأجناس الأدبية الاخرى؟  

-هنا اسمحوا لي أن أتقدم بجزيل الشكر لكل زميلة ساهمت معي في انجاح أي عمل قدمته للقارئ العربي والعقلية الفذة العربية المثقفة. 
اما بالنسبة لاعداد الرويات المطبوعة وكثرتها فهذا يدل على ولادة جيل جديد ومثقف ومحب للادب والفنون الادبية وطبيعة القصة فن محبوب لدى جمهور القراء كبار وصغار، والاجمل تنوع الموضوعات والاتجاهات الفنية للقصة،ومع ذلك لايمكن أن نهضم حق الفنون الادبية الاخرى وازدهارها على سبيل المثال المقال بأنواعه واتجاهاته ايضا  ناهيك عن الشعر بأنواعه الادبية فكل الادب في ازدهار وحقق نجاحات.

* كيف ترين مستقبل الرواية العربية، مقارنة بالرواية الأجنبية، وهل استطلعت الوصول إلى العالمية ؟ 

-أشعر أن مستقبل الرواية العربية كأنه بدأ مرحلة الانتعاش والصحوة الفكرية والعمق في الفكرة والاسلوب بما يتماشى مع الكتاب المثقفين وساهم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي( السوشيل ميديا) وتبادل الثقافات والآراء وإقامة الندوات والمحاضرات ونشاط الأندية الادبية والمبادرات الثقافية  والكل يريد إثبات وجوده في مجاله. أما عن تطلعي للعالمية فهذا حلم واتمنى أن يتحقق وبصراحة أبحث عمن يترجم بعض قصصي، وسبق وأن تم حديث جانبي مع إحدى الشخصيات المعروفة في مجال الترجمة لترجمة (هذا قدري)لكن انشغالها في وظيفتها الجامعية وارتباطها بأعمال  كثيرة اعتذرت، واسمحي لي أستاذة سلمى  أن أقدم هذا العرض لمن لديه الرغبة في المساهمة معي للترجمة ومحاولة النشر بلغات أخرى لنقل صورة عن البيئة السعودية في حقبة معينة من الزمن فمن يرغب بذلك التواصل معي على عناويني في مواقع التواصل الاجتماعي.

*كلمة أخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية  و هيئة تحريرها؟

-شكرا لكِ ولصحيفة صوت مكة الاجتماعية لاتاحتها فرصة ذهبية أن أكون معكِ في هذا اللقاء الذي استمتعتُ به وحاولتُ أن أدلو ببعض مافي جعبتي لامتع القارئ وأتمنى أنني كنتُ ضيفة خفيفة على قلوبكم وأمنياتي لشخصكِ الكريم ولجريدة صوت مكة الإجتماعية والقائمين عليها والعاملين فيها كل التوفيق والنجاح والازدهار ومن علو إلى رقي وارتفاع وازدهار 
شكرا للجميع مع باقة ورد جوري معطرة بماء الكادي لأهل مكة الكرام .