صناعة المعرفة ..
الكاتبة / هدى المعاش
على مدار التاريخ كان تطوير الواقع, والإرتقاء في معارج الكمال أحد الهموم الاساسية التي تشغل بال المثقف, ومن ما يجدر الإشارة إليه إنَّ هناك أمور تحول دون فهم الواقع فهماً سليماً؛ فهناك العديد من الأدوات لزيادة الوعي, وقراءة ما وراء الحدث ,والمؤتمر, وحتى الإحصائية التي تُصبغ بالعلمية وقد تكون مؤدلجة؛ لذا يتوجب علينا في معالجة الواقع, وفهمه الحصول على المعلومات, وليست أي معلومات لابد أن تكون معلومات ذات نقاء فكري لا يشوبها شيء ففي عصر الإنفجار المعلوماتي, و التقدم الحضاري نحن في حاجة إلى معلومات أكثر ..وأكثر , وفي حاجة إلى معلومات ذات موضوعية؛ فقلة الإحصائيات في المعاهد, والمؤسسات, والجامعات في العالم الإسلامي تجعلنا مضطرين لأخذ الإحصائيات الجاهزة من المصادر المختلفة , والتي قد تكون احصائياتها مشوبة ,أو مؤدلجة مما يوقعنا في مآزق.
إنَّ الإنتقال من تلقي المعلومة إلى صناعتها لهو أمر جدير بالإهتمام وسيكون مفصلاً حضارياً للعالم الإسلامي إذا اتجه لإخذه بعين الإعتبار, وهو لا يسهم فقط في زيادة المعرفة, بل تقييم الواقع ومن ثم إدارته فكما يقول علماء الإدارة في اشهر مبادئ الإدارة إنَّ ما لا يقاس لا يدار, وما لا يدار لا يمكن تطويره؛ فإذا تمكن المسلمين من قياس واقعهم فيمكنهم التحكم فيه, وإدارة التغيير في ذلك المجتمع, وتطوير جوانب القصور فيه ,ومعالجتها معالجة علمية واضحة ، فمن المؤسف أن يأخذ الباحث المسلم في واقع الأمة الإسلامية احصائياته من مواقع اجنبية, وأن يفتقر العالم الإسلامي رغم اتساعه إلى مراكز لرصد الواقع, ومتابعات المستجدات الفكرية, والحضارية على الأمة الاسلامية ، إن من بالغ الأهمية مساهمة المجتمعات الإسلامية في انتاج المعرفة والتحقق منها بكل الطرق اللي يطرحها العلم .