في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتبة عزة علي:
-ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي جعلت الحضور ممكناً لكل من يرغب في ذلك .
-يجب على الكاتب أن يحترم عقل القارئ، وأن يمتلك قدرة على التعبير بطريقة بسيطة وعميقة في نفس الوقت.
حوار: سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك أ. عزة علي في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الثمين معكِ.
* في مفتتح حوارنا هذا نتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟
-عزه علي الغامدي كاتبة من جنوب المملكة العربية السعودية، جامعية، عضوة في ملتقى الكُتّاب الأدبي، كاتبة أسبوعية في مجلة جولدين بريس سابقا، أكتب النصوص النثرية والقصص القصيرة ولي محاولات بسيطة في كتابة الشعر بأنواعه.
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتك الأولى للكتابة؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوضين مجال الكتابة؟
-بدأت الكتابة من فترة طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بدايتي نصوص نثرية قوبلت بالإعجاب والتشجيع من كُتّاب وقراء كبار على مستوى الوطن العربي، لكني قررت النشر في نهاية عام 2017م كتجربة نثرية في النص العربي من خلال كتاب أدب الرقص، وهنا أوجه الشكر لعائلتي.. لمسيرتهم معي، دعمهم لي، وتوفير كل ما أحتاجه من وقت، عطف محبة وأفكار ملهمة، وحماسهم واهتمامهم بكل فكرة أحدثهم عنها.
* هل لكِ أن تحدثينا عن نتاجاتكِ الأدبية المنشور منها والمخطوط الذي لم يطبع بعد؟
_*أَدبُ الرَّقص.. وتعني أدب النبض وهو عبارة عن مجموعة من النصوص تتضمن آفاق ذاتية وعاطفية يخاطب المشاعر.
*فاصلة في نص فارغ.. وهو عبارة عن نصوص نثرية نابعة من الوجدان، فيها إدراك للعاطفة وقدرة على فهم الآخرين.
*ذاكرة قابلة للتدوير.. مجموعة قصص قصيرة، مقتبسة من ذاكرة الجدات، الأمهات والطفولة.. تدور أحداثها بين مجريات الأقدار.
أما بالنسبة للأعمال المكتوبة غير المطبوعة فهناك كتاب يحتوي على النصوص النثرية بالإضافة إلى بعض المقالات الأدبية، وكتاب آخر يحتوي على نصوص نثرية قصيرة لا أعتقد أنها سترى النور قريباً.
* من إصداراتك المنشورة (ذاكرة قابلة للتدوير)، هل لك أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع؟
_ذاكرة قابلة للتدوير مجموعة قصص قصيرة واقعية بعضها عمره أكثر من مائة عام، مقتبسة من ذاكرة الجدات، الأمهات والطفولة.. تدور أحداثها بين مجريات الأقدار من جوع، مرض، فقر، بساطة، عاطفة، نبض، نقاء وثقة بالله في صور تستطيع أن تراها في خيالك، وتستلهم من مجرياتها الحكمة والصفات الكريمة.
*الآن وبعد أن كتبتِ النصوص والخواطر الأدبية إلى جانب قصص من الواقع. ألا تفكرين بالانفتاح على أجناس أدبية أخرى، وطرق أبواب تعبير مغايرة؟
_شغفي هو في كتابة النصوص النثرية، لكن كتابتي للقصة القصيرة لاقت استحسان كبير، وإعجاب واسع مما جعلني أفكر في كتابة الرواية في المستقبل إن شاء الله، إن وجدت الفكرة المناسبة.
* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟
_ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي جعلت الحضور ممكناً لكل من يرغب في ذلك، وكانت سبباً في بروزهم وانتشارهم، لكن البعض ما يزال يفضل رائحة الورق، ويشتاق لملمس الغلاف.
* كيف تصفين لنا المشهد والحراك الثقافي عند المثقفين في الوقت الراهن؟
_يوجد حراك كبير في جميع أنواع فنون الأدب، وواسع على كافة الأصعدة وهذا أمر جميل يساعد الجميع على بذل المزيد من الجهد حتى يتماشى مع متطلبات العصر.
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايكِ هذه الشروط؟
_يجب على الكاتب أن يحترم عقل القارئ، وأن يمتلك قدرة على التعبير بطريقة بسيطة وعميقة في نفس الوقت.
الابتكار وتنوع أساليب الكتابة واتباع أسلوب خاص به يميزه عن غيره من الكُتّاب،
وأهم شيء أن يؤمن الكاتب بما يكتب، ويتقبل النقد بصدر رحب ويعمل على تطوير مهارة الكتابة لديه بالقراءة المستمرة في شتى مجالات الأدب.
-
*ألا تتحفنا بنموذج من نصوصك في نهاية هذه الرحلة الحوارية؟
-من كتاب فاصلة في نص فارغ
*في حضن الروح كانت الأشواق تنهمر مطراً، كلما لامسها الحب بمعجزة ألوانه السبعة.. كم كانت أحاديثنا سهلة، وأحلامنا مستحيلة.
خذني إلى روحك الغائبة حتى نلتقط صورة أخرى لا تقبل بالغياب
-من كتاب أدب الرقص
*كلّما جمعتُ لك الوقت في سلة واحدة.. جاءَ الصمتُ يحملني إلى جهة لا أَلتقي بكَ فيها وبعيدة عن قصائد الشعراء. أَنا الغارقةُ وحدي وسطَ سطرِ الحكاية أَختلسٌ من حروفي قصيدةً صامتةً لن تصل.
-من كتاب ذاكرة قابلة للتدوير
*الحياةُ التي نمضي خلالها، تجعلنا نبحثُ عن القدرِ المخبأ في طريقنا، فتنبت اللحظات بأشكالٍ مختلفة. ماذا لو أهدتنا الحياة غير ما نريد؟
*كلمة أخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية وهيئة تحريرها؟
-كل الشكر لكِ أستاذة سلمى البكري على هذه الاستضافة، ممتنة لكرمك ولطفك في التعامل والحوار، والشكر موصول لصحيفة صوت مكة وهيئة تحريرها وتمنياتي للجميع بالتوفيق يا رب.