في حوار لصحيفة صوت مكة الاجتماعية مع الكاتبة السعودية : منيرة الهاجري :
-أنا أشجع على التمرد على الواقع والقفز منه إلى عالم الخيال .
-حفلات التوقيع و التدشين للمؤلفات حلقة وصل بين الكاتب وجمهوره .
-ايجابيات العالم الافتراضي قد تجلت وحلت بديلاً عن اللقاءات المباشرة الفترة الماضية.
حوار : سلمى البكري
في بداية حوارنا هذا نرحب بك أ. منيرة في صحيفة صوت مكة الاجتماعية ومن خلال زاويتها شذرات حوارية ونشكركِ على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الجميل معكِ.
حياك الله أستاذة سلمى اتشرف بك وبصحيفة صوت مكة الاجتماعية و أنتم من تستحقون الشكر على إتاحة هذه الفرصة لي بالحوار معكم من منبركم الراقي.
—————————————————
* في مفتتح حوارنا هذا نتمنى أن تتكرمي بالحديث عن بعض المحطات المهمة من سيرتكِ الذاتية للقراء؟
-منيرة الهاجري ، طالبة إدارة اعمال بجامعة الملك فيصل ، حاصلة على مهارة الكتابة الصحفية من دار اليوم بالدمام ' ودبلوم برمجيات حاسب آلي ' عضو نادي وسم الثقافي ' ومنسقة رواق كلمات بنادي المنطقة الشرقية الأدبي
' متطوعة ولدي شغف كبير بهذا المجال .
لي عدة مشاركات بمسرح الطفل و قدمت عدد من اللقاءات الثقافية بالأندية ' 'ناشطة للتوعية بالجمعيات الخيرية والأنشطة المجتمعية '
صدر لي كتاب سبيل ومؤخراً صدر لي سلسلة حكايا قرى رواية المستذئبين
—————————————————
* لكل كاتب مبدع بداية تشهد له أمام الملأ فمتى كانت بداياتكِ الأولى للكتابة ؟ ومن كان المشجع الفعلي الذي شجعك ودفعك لكي تخوضين مجال الكتابة ؟
البداية منذ الطفولة فقد شكلت مواضيع التعبير واللغة العربية بيئة تساعد على اكتشاف شغفي بالكتابة
لأجد نفسي بشكل دائم أكتب الرسائل الورقية للصديقات والمعلمات أعبر فيها عن اعتذار أو عتب أو شكر ...الخ
تدريجياً أصبحت الكتابة جزء لايتجزاء من طفولتي أو حياتي بشكل عام لأنه بعد ذلك أصبحت وسيلتي للتعبير عن خواطري في مذكرة الخواطر و أيضاً كتابة بعض المذكرات في دفتر الذكريات الخاص بي .
وقد كنت أجد الثناء والمدح والتنبؤات بمستقبل مشرق
من اسرتي و معلماتي والصديقات إلا أن المشجع والداعم الرئيسي لي في جميع انجازاتي وفي كل خطوة أطمح اليها هي والدتي حفظها الله و أطال في عمرها
ومن هذه المنصة أوجه لها التحية والشكر و أن كان قليل جداً بحقها
—————————————————
*حدثينا عن نتاجاتك الأدبية المنشور منها والمخطوط الذي لم ينشر بعد؟
-فيما يخص المنشور منه فقد صدر لي كتاب سبيل ، وسلسلة حكايا قرى رواية المستذئبين
أما ما لم ينشر بعد فلا أفضل الحديث عنه إلا في وقته.
—————————————————
* من رواياتك المنشورة ( المستذئبين ) ، هل لكِ أن تنوري القارئ الكريم عن ماذا تتحدث هذه الرواية، وما هي مخرجاتها النهائية على المجتمع ؟
-بداية قبل أن اتحدث عن المستذئبين اسمحي لي أن أتطرق لاسم السلسلة (سلسلة حكايا قرى )
هنا الاسم يكشف بيئة الرواية وهي القرى
أما بالنسبة للحلقة الأولى أو الجزء الأول منها (المستذئبين )
الرواية صادرة عن دار تكوين العالمية للنشر وهي أول عمل روائي من تأليفي وتحمل بين طياتها رسائل مبطنة موجهة للقلوب بالمقام الأول تدور احداثها في القرى في حقبه زمنية غير بعيدة تفوق العشرين عام قبل الآن ولا يمكنني الإفصاح عن احداثها أكثر أخشى أن أسهب في الحديث عن تفاصيلها فأفسد شغف الجمهور وتلهفهم لقراءتها
وقد لاقت ثناء كبير من الإخوة والأساتذة زملاء وزميلات القلم كونها الانطلاقة الأولى في عالم الرواية وتكون بهذا القدر من التمكن
و أنا ممتنة بصدق لكلماتهم وثقتهم التي أرجو دائماً أن أكون أهلاً لها .
—————————————————
* يقول البعض أن الكاتب ينحاز إلى الواقع دائما، ما رأيكِ في هذا القول؟ ثم بيني رأيكِ الصريح إلى أي حد ينحاز الكاتب هذا الواقع، وما هي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الانفجار الداخلي والتمرد على هذا الواقع، وإعادة إنتاج عالم جديد في خياله؟
-ليس شرطاً في كل الأحوال ولا جميع الكتاب هذا أمر لايمكن حصره فيما نراه لأن شخصية الكاتب نفسه وظروفه وواقع حياته هو الذي يحكم هذا الشيء ، وقد يكون في فترة من عمره أو مرحلة معينة منحاز للواقع ونجده في فترة أخرى يفضل الخيال
لأن شخصية الإنسان واهتماماته تتغير يوم عن الآخر
أما ماهي اللحظة التي يشعر فيها أنه على وشك الانفجار الداخلي وإعادة إنتاج عالم جديد في خياله
لا أحدد لها حدث أو فكرة أو توقيت إنما يمكنني أن أقول كإجابة على هذا السؤال إنه إذا حدث وصدر هذا الانفجار فلن يكون تمرد بل على العكس تماماً يحسب له نجاح عظيم لإنه وبكل بساطة الخيال هو الواقع ولكنه تخفى بثياب أكثر دهشة و إثارة للقارىء وبذلك تكون قفزة ناجحة للأمام و أيضاً لانغفل أن الخيال أكثر تأثيراً في الواقع من الواقع نفسه ولولا الخيال لتكررت الأفكار التقليدية وتداول الجميع ذات الأفكار والقصص أنا أشجع على التمرد على الواقع والقفز منه إلى عالم الخيال و أتمنى أن أقفز هذه القفزة في مؤلفاتي القادمة إن شاء الله.
—————————————————
* مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واحتلالها مساحة كبيرة في حيّزنا اليوميّ، وفي كل المجالات ومنها الأدب، هل ممارسة الثقافة عبر العالم الافتراضي نتائجها تختلف عن الممارسة التقليدية للأدب؟
-بالتأكيد ..
وإن كانت ايجابيات العالم الافتراضي في هذا المجال قد تجلت وحلت بديلاً عن اللقاءات المباشرة الفترة الماضية أعني فترة الحجر الصحي في بداية تفشي أزمة "كوفيد-١٩"
و ساعدت كثيراً على اتمام مسيرة وبرامج الأندية الثقافية وكان للأغلبية العظمى من الشعراء والأدباء دورهم في التعبير عن مشاعرهم تجاه الجائحة وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي.
—————————————————
* احتلت حفلات إشهار الكتاب أهمية كبيرة في الآونة الاخيرة بحيث أصبحت موضة العصر، ما رأيكِ بهذه الظاهرة وهل يستفاد منها الكاتب والقارئ معاً؟
-في الواقع لم يسبق لي أن رأيت أو سمعت بحفلات اشهار الكتاب هذه هي المرة الأولى التي أسمع عنها
ربما تقصدين حفلات التوقيع أو التدشين للمؤلفات ؟؟
نعم أقصد حفلات التوقيع و التدشين للمؤلفات .
- لا تعليق لدي سوا إنها جيدة وتخدم الكاتب والقارىء معاً و أنا ممن يشجع عليها فهي حلقة وصل بين الكاتب وجمهوره . كذلك تمارسها الأندية والهيئات الثقافية
ولا أظن يخفى على أحد حفلات التوقيع الدورية التي تقام في معارض الكتاب الدولية والمحلية فخلاصة القول إنه أمر جيد .
—————————————————
* لابد من شروط موضوعية يجب أن تتوفر في الكاتب الناجح، ما هي برايكِ هذه الشروط ؟
-لايوجد لكن ربما تكون المصداقية بأن يكون صادق وواضح فيما يكتب و أيضاً التمكن والقدرة على الوصول للجمهور وتقبل النقد و أهم شرط هو التواضع وعدم الانخداع بالقدرات أو الغرور على أثر النجاح وغيرها كثير مما لايمكن حصرها وهذا يجعلني أقول أن الناجح سيصل بإذن الله ولا ننسى إنه بالنهاية هو توفيق من الله عز وجل .
—————————————————
* نلاحظ في السنوات الأخيرة أن اعداد الروايات المطبوعة في الخليج خاصة، والوطن العربي عامة قد كانت بأعداد كبيرة، برأيك لماذا حصل هذا الاتجاه في كتابة الرواية مقارنة بالأجناس الأدبية الاخرى؟
-دعيني اختصر إجابة هذا السؤال بكلمات سمعتها من أحد الأخوة الروائيين يقول إن الرواية تدعم الكاتب وتعزز من صعوده واضيف على قوله بإنه يمكن من خلالها أن تصل رسالة عجز الكاتب عن ايصالها بالنص فخبأها بين أحداث مرتبة لتكون عبرة أو توجيه ونصيحة بطريقة غير مباشرة فنحن حين نقرأ لا نقرأ لمجرد التسلية إنما نقرأ لترتقي عقولنا و نطورها والكاتب المتمكن سيتمكن من إرسال رسالته بالشكل الجيد اللائق بها وكذلك القارىء الجيد سيتقبل هذه الرسالة ويتأثر بها .
—————————————————
* كيف ترين مستقبل الرواية العربية، مقارنة بالرواية الأجنبية، وهل استطاعت الوصول إلى العالمية ؟
-لا أحب المقارنة بين الروايات العربية والأجنبية وأظن علم الترجمة قد تكفل بالوصل بين الطرفين.
—————————————————
*كلمة أخيرة لقراء صحيفة صوت مكة الاجتماعية و هيئة تحريرها؟
-كلمة شكر وعرفان لك أستاذة سلمى ولإدارة صحيفة صوت مكة الإجتماعية وهيئة تحريرها وكذلك جمهورها الموقر
سعدت جداً بتواجدي معكم .. شكراً جزيلاً ..