(اسخياء بألسنتهم بُخلاء بايديهم)
ورطتنا الكبيرة أننا نحب بشكل مفاجيء خاطف متسارع ثم حين نريد أن ننسى يتوقف الوقت وألف حكاية تسكن الذاكرة وألف حاجز أمامها أجابتني نبضات الثواني المخيفه بساعتي ، أنه لآ مزيد من إنتظارات فات قطارها ، وليس لها تذكرة عودة في نفس الإتجاه .. لا تخدعك المظاهر فمعظم الشخصيات التي تبهرك في البداية تتحول تدريجياً لشخصيات أقل من عادية ذلك لأن النور المفاجئ عمى مؤقت! لهفة البدايات ليست حباً لا يحب الإنسان باسبوع أو شهر لا يمكنك أن تحبّ البحر وأنت تقف على الشاطئ يجب أن تغوص أعماقه تضربك أمواجه تضرب قدمك صخرة وترى قاعه المظلم
فتلمس عيوبه وترى ظلماته وتعرف كيف يغضب وبعدها فقط إما أن تحبه كله أو تكرهه كله ، يبدأ الحب عندما ينتهي الحماس لقد مررتُ بأحداثٍ ومواقف وأشخاص أيضاً ..!! كبقراتٍ عجاف عبرت في بُستان العُمر .. فأكلتْ وشربتْ من خيراته ثُم انصرفتْ بعدما حوّلتهُ من بستان إلى بُركان، ما جعلني أتعثر ثم أستقيم ,انحني ثم اعتدل،، أنهارُ ثم أقوى،، فأصبحت أعرف متى أواجه، ومتى انسحب، ومتى لا ألتفت أبداً.. لا تركع لمن ادأراد الرحيل فصلاة الميت لا سجود فيها باختصــــار : إذا تعالى عليك الشيء أهِنْهُ بالتخلّي وإذا استعصى عليك قلبٌ كُفَّ عن وصاله وإذا تغيّر عليك أحدٌ امنحْهُ نسياناً كاملاً كأنّه لم يكنْ ومن يرحلْ سترافقه السلامة ثقافة البكاء انتهى زمنها والســـــــلام ! كونوا حقيقين لا ترتدوا الأقنعة لتنالوا اعجاب من حولكم .. من أحبكم سيحبكم لذاتكم لشخصيتكم لعيوبكم قبل محاسنكم .. كونوا حقيقين من البداية وانزعوا الأقنعة الواهية التي تغطي وجوهكم .. كونوا حقيقين في المواقف يظهر الأصدقاء وفي الشدائد يظهر الرجال وفي الأحزان يظهر المنسيون وفي الأفراح يظهر الزائفون وفي الغضب تظهر التربية فإذا أردت أن تكتشف نوعية المحيطين بك: ارمِ العظام و ستظهر الكلاب وارمِ البذور ستظهر العصافير وارمِ نفسك سيظهر الأصدقاء ! المواقف تعطيّك الإجابات بكل وضوح وحدها العِشرة سوف تكشف لك القريب، والغريب ،و الأيام مقياس للناس ،المواقف تبيّن لك الأصيل، والمُخلص، والكذاب ، الأيام كفيلة فهي تفضح اللئيم، وتعززّ الكريم.
الكاتبة / حلا البرديسي