يعد مفهوم الجودة الشاملة فلسفة تعتمد علي مفهوم النظم والتي تنظر إلي المؤسسة بشكل شامل لإحداث تغييرات إيجابية مرغوبة فيها وذلك بتناول كل جزء داخل المؤسسة وتطويره للوصول إلي جودة افضل ، ومصطلح الجودة هو بالأساس مصطلح اقتصادي ظهر بناء علي التنافس الصناعي والتكنولوجي بين الدول الصناعية المتقدمة بهدف مراقبة جودة الإنتاج وكسب ثقة السوق والمشتري ، وبالتالي تتركز الجودة علي التفوق والامتياز لنوعية المنتج في أي مجال0
ويرى البعض أن الجودة الشاملة أسلوب جديد للتفكير والنظر إلي المؤسسة وكيفية التعامل والعمل داخلها للوصول إلي جودة المنتج 0
بينما يرى البعض أن الجودة الشاملة هي مدخل استراتيجي لإنتاج أفضل منتج أو خدمة من خلال الانتاج المبدع .
والجودة (طبقا لتعريف منظمة الايزو العالمية) تعني "الوفاء بجميع المتطلبات المتفق عليها بحيث تنال رضاء العميل، ويكون المنتج ذو جودة عالية وتكلفة اقتصادية معتدلة".
ومن منظور العملية التعليمية فالجودة تعني: الوصول الى مستوى الأداء الجيد. وهى تمثل عبارات سلوكية تصف أداء المتعلم عقب مروره بخبرات منهج معين، ويتوقع أن يستوف مستوي تمكن محدد مسبقاً 0
ويعرف مفهوم الجودة الشاملة بأنه " أسلوب متكامل يطبق في جميع فروع ومستويات المنطقة التعليمية ليوفر للعاملين وفرق العمل الفرصة لإشباع حاجات الطلاب والمستفيدين من عملية التعلم ، أو هي فعالية تحقيق أفضل خدمات تعليمية بحثية واستشارية بأكفأ أساليب وأقل تكاليف وأعلي جودة ممكنة 0
ومهما كانت التعريفات التي تعرضت إلي مفهوم الجودة الشاملة إلا أنها تشترك في العديد من المسلمات أهمها:
1- أن التركيز علي تحسين المنتج هو المخرج النهائي لأي نظام .
2- أن الجودة الشاملة تعد فلسفة واستراتيجية طويلة الأمد تحتاج إلي مجهود كبير ومدة للحكم علي مدي نجاحها في تحقيق الأهداف .
3- تحتاج الجودة الشاملة إلي توفر قيادات فعالة قادرة علي الابتكار والتطبيق الفعّال بثقة ودون تردد .
4- تحتاج إلي استخدام أساليب ابتكارية وتوليد أفكار والتخطيط الأمثل للوصول للحل الامثل .
5- تحتاج إلي تدريب مستمر لحل المشكلات بأسلوب علمي.
6- تحتاج إلي المزيد من الجهد والمنافسة الشديدة بين المنظمات للوصول إلي أفضل منتج بأقل التكاليف للحصول علي رضي المستهلك .
7- تحتاج إلي توفر هيكلية ومناهج ملائمة لعملية التطبيق والتنفيذ .
متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة:
إلمام الموظفين بمفاهيم إدارة الجودة الشاملة -
التزام الجميع بالتغيير -
إنشاء برامج تدريب والالتزام بها -
معرفة الهيكل التنظيمي الحالي للمنظمة -
إعادة تشكيل ثقافة المنظمة من خلال تغيير الأساليب الإدارية -
- ترويج برامج إدارة الجودة الشاملة
تشكيل فرق العمل من أفراد محدودين -
- تشجيع وتحفيز العاملين في الاستمرار في برامج الجودة الشاملة
وضع استراتيجية لتطبيق الجودة الشاملة وفقاً لمراحلها وهي:
1- الإعداد: ويشمل معرفة الأهداف وتحديدها
2- التخطيط والتغذية : ويشمل التقويم الذاتي للعاملين والتقويم التنظيمي للمنظمة والتغذية العكسية من خلال التدريب
3- التنفيذ : ويكون وفق الخطط المرسومة من خلال قياس رغبات العملاء وتوقع حاجاتهم والالتزام بجودة الخدمة المقدمة
متطلبات نجاح إدارة الجودة الشاملة:
لكي يتم نجاح تطبيق الإدارة بالجودة الشاملة يجب تحديد ما يلي:
تحديد من هم الزبائن ) المتعاملين ) -
تحديد احتياجاتهم -
تطوير سمات ومواصفات المنتج ( الخدمة ) بما يتفق مع احتياجاتهم -
تطوير العمليات الإدارية المحققة لذلك -
- تحويل الخطط إلى التنفيذ الفعلي
ولما كان الهدف النهائي من العملية التعليمية إعداد متعلم يستطيع أن يتعلم في المستقبل , نتناول فيما يلي بعض معايير جودة التعليم الخاصة بالتلاميذ :-
1- هل يجد التلاميذ دعم فردي أثناء التعلم
2- هل يتم تشجيع التلاميذ على التعلم الذاتي
3- هل الحوارات تتفق ومراحل نمو التلاميذ؟
4- هل يتم متابعة التلاميذ من خلال المعلمين وتقديم النصح والإرشاد لحل مشاكلهم الشخصية والتعليمية
5- هل يتم توفير تغذية مرتدة للتلاميذ عن تقدمهم الدراسي .
6- هل يتم تزويد الدارسين بالثقافات الحديثة للتعلم لمتابعة تحصيلهم الدراسي.
7- هل يتم تشجيع العمل الجماعي , وروح الفريق بين التلاميذ داخل المدرسة؟
8- هل تهتم الاختبارات بالمستويات المتباينة للتلاميذ
9- إن تطبيق معايير الجودة في التعلم وتأهيل وتدريب المعلمين على تطبيقها أثناء العملية التعليمية يمكن أن يساهم في مواجهة المشكلات السابق طرحها.
الجودة الشاملة والتدريس النشط الفعال : ـ
من خلال المفاهيم المتعددة لإدارة الجودة الشاملة ومدى تطبيقها في مجال التدريس النشط والفعال يمكننا القول أنه يمكننا تحقيق الآتي :ـ
1- مشاركة الطلاب للمدرس في التخطيط لموضوع الدرس ، وتنفيذه بما يحقق مبدأ الإدارة التشاركية ، الذي على أساسه يكون المعلم والمتعلم على حد سواء مسؤولين عن تحقيق التدريس النشط.
2- تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج : والذي يقضي تأدية العمل التدريسي من بدايته حتى نهايته بطريقة صحيحة تسهم في تجنب وقوع الأخطاء وتلافيها.
3- يقوم التدريس النشط والفعال على أساس مبدأ التنافس والتحفيز الذي يستلزم ضرورة توافر أفكار جديدة ، ومعارف حديثة من قبل المعلم والمتعلم على حد سواء.
4- لتحقيق التدريس النشط الفعال عندما نطبق مبدأ المشاركة التعاونية ، يتطلب مبدأ المشاركة الذاتية إتاحة الفرصة كاملة أمام جميع المتعلمين لإبداء الرأي والمشاركة الإيجابية في المواقف التعليمية التعلمية.
وإذا تحققت القواعد والمتطلبات آنفة الذكر تتجلى مظاهر التدريس النشط في المواقف التالية.
شمول جميع أركان التدريس في المواقف التعليمية التعلمية 1- تحسّن مستمر في أساليب
2- تخطيط وتنظيم وتحليل الأنشطة التعلّمية.
3- فهم الطلاب لجميع جوانب المواقف التدريسية والمشاركة في تنفيذها
4- تعاون فعال بين التلاميذ بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم
5- ترابط وتشابك كل أجزاء الدرس
6- مشاركة في إنجاز الأعمال، وأداء جاد واثق لتحقيق أهداف الدرس
7- تجنّب الوقوع في الخطأ وليس مجرد اكتشافه
8- إحداث تغيير فكري وسلوكي لدى التلاميذ بما يتوافق مع مقومات العمل التربوي الصحيح
9- اعتماد الرقابة السلوكية أو التقويم الذاتي في أداء العمل
10- تحسّن العمل الجماعي المستمر وليس العمل الفردي المتقطع
.
المزايا التي تتحقق من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في التدريس:
1- الوفاء بمتطلبات التدريس.
2- تقديم خدمة تعليمية علمية تناسب احتياجات الطلاب.
مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدوارهم ومسئولياتهم. 3-
الإدارة الديمقراطية للصف دون الإخلال بالتعليمات الرسمية. 4-
5- التزام كل طرف من أطراف العملية التعليمية التعلمية بالنظام الموجود وقواعده.
تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسية. 6-
وجود نظام شامل ومدروس ينعكس ايجابياً على سلوك الطلاب. 7-
تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب. 8-
9- تأكيد أهمية وضرورة العمل الجمعي.
تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة. 10-
مساهمة التلاميذ ومشاركتهم في أخذ القرارات. 11-
12- التركيز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها و تطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات.
13- اتخاذ قرارات صحيحة بناء على معلومات وبيانات حقيقية واقعية، يمكن تحليلها والاستدلال منها.
14- التحول إلى ثقافة الإتقان بدل الاجترار وثقافة الجودة بدل ثقافة الحد الأدنى، ومن التركيز على التعليم إلى التعلم وإلى توقعات عالية من جانب المعلمين نحو طلابهم.
15- التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل ، ومحاولة تجنب الوقوع فيه.
دور المدرسة في تعزيز الجودة في التدريس:
- على المدرسة أن تعتمد الجودة كنظام إداري والعمل على تطوير وتوثيق هذا النظام
تشكيل فريق الجودة والتميز الذي يضم فريق الأداء التعليمي-
نشر ثقافة التميز في التدريس-
- تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة
- تعزيز المبدأ الديمقراطي من خلال تطبيق نظام الاقتراحات والشكاوي
- التجديد والتدريب المستمر للمعلمين
- تعزيز روح البحث وتنمية الموارد البشرية
- إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية
- العمل على تحسين مخرجات التعليم
- إعداد الشخصية القيادية
- إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم
- التواصل مع المؤسسات التعليمية والغير تعليمية
- تدريب الطلاب على استقراء مصادر التعلم
- توجيه الطلاب للأسئلة التفكيرية المختلفة
- إكساب الطلاب القدرة على تنظيم الوقت
- الاستفادة من تجارب تربوية محلياً وعربياً وعالمياً
1- أميمة الخميسى : مرجع سابق
خصائص جودة المنهج المدرسى :-
1- الشمولية: أي انها تتناول جميع الجوانب المختلفة في بناء المنهج وتصميمه وتطويره وتنفيذه وتقويمه.
2- الموضوعية: وهى لابد ان تتوافر عند الحكم على مدى ما توافر من أهداف.
3- المرونة: مراعاة كافة المستويات وكافة البيئات.
4- المجتمعية: أي أنها ترتقى مع احتياجات المجتمع وظروفه وقضاياه.
5- الاستمرارية والتطوير: أي امكانية تطبيقها وتعديلها.
6- تحقيق مبدأ المشاركة في التصميم واتخاذ القرارات.
وتجدر الاشارة الي وثيقتين لمعايير مناهج تحقق الجودة لمخرجات المنهج والمدرسة وهما:-
1- وثيقة خاصة بالمنهج: وهى تتضمن مستويات معيارية لكل عنصر من عناصر المنهج.
2- وثيقة خاصة بالمتعلم ونواتج التعلم: وهى تضم المستويات المعيارية التي تحدد ما يجب ان يتصف به المتعلم والمهارات التي يجب أن تنمّى لديه.
ويمكن تطبيق الوثيقتين على مناهجنا في كافة مراحل المعرفة ومدى مراعاتها لمعايير الجودة.
وبناء على ما سبق يجب إعادة النظر في المناهج التعليمية الحالية وفلسفتها وكميتها ونوعياتها وأساليب تخطيطها وتنفيذها وتقويمها لتحقيق الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية 0
بحيث تتحول من التركيز على الإجابة عن سؤال ماذا تعلم تلميذ اليوم إلى الاهتمام بكيفية تعلمه وإكسابه اتجاهات التفكير العلمي والابتكاري لمسايرة تطور الألفية الثالثة ولتحقيق التنمية في القوى البشرية 0
تحديث مهام وأدوار المعلم :-
بما يمكنه من استخدام التقنية بشكل متميز وان يكون قادرا على القيام بدور المشرف والموجه للطالب، ومنتجا للمعرفة ومتعلما مدى الحياة، وذلك باعتبار أن المعلم هو المرتكز الجوهري في العملية التعليمية، وعليه فإن عمليات تطويره تمثل المدخل الحقيقي لتطوير التعليم وتحديثه. بحيث يتغير دوره تغيرا جزريا ليقوم بدور الوسيط النشط في العملية التعليمية لتحقيق مبدأ الجودة الشاملة ، فنحن نريد معلم له خبرات تربوية ثقافية متنوعة ، قادر على مشاركة أبنائه في استكمال استعدادهم للتعامل مع مستقبل مختلف كلية عن حاضر أو ماض عايشناه ، كل ذلك يقتضي إعداد معلما مختلفا وغير مسبوق 0
إدخال وتوظيف تقنية المعلومات في المدرسة :-
إدخال تقنية المعلومات في التعليم أصبح أمراً لابد منه في هذا العصر الذى يشـهد ثورة تقنية هائلة ، وإن أول خطوة في هذا الاتجاه هي تصميم نموذج لمدرسة تستخدم تقنية المعلومات بفاعلية في جميع أوجه نشاطاتها ، لأن التقنية ليست مجرد توفير وتشغيل الأجهزة إنما هي تعني التدريب علي استخدام هذه التقنية وتوظيفها في العملية التعليمية 0
استخدام الطرق الحديثة في التدريس :-
إن استخدام الطرق الحديثة في التدريس بناءً علي أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هي تكنولوجيا تعليم وهي بمعناها الشامل تضم الطرق والأدوات والموارد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة تتوافق مع مبدأ الجودة الشاملة 0 وهي تعني الأخذ بأسلوب الأنظمة ، بمعني إتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة ، وتستخدم كل الإمكانات التي تقدمها التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم.
لذا فإنني أقول أن الجودة عنصر أساسي ومهم في بناء تعليم حقيقي يستند على العلم والمعرفة والتطبيق والتقنية التعليمية وانتاج طالب متميز يستطيع بناء وطنه ومجتمعه وأمته.
حسين بن يحيى الحنشلي
ماجستير تربية إسلامية – جامعة الملك خالد
معلم وتربوي ناشط في التدريب والعمل التطوعي وخدمة المجتمع والأنشطة والبرامج والفعاليات المتنوعة