صخَب القلب
الكاتبة: ليالي محمد
ا تكُن قويًا
وابتدأتُ مقالتي بهذه العنوان القصير، لا تكن قويًا لأن الأقوياء بمجرد أن تخور قواهم يعودون راكضين للخلف، تاركين ساحة المعركة خوفًا من الهزيمة، يتراجعون بمجرد أن قواهم لم تعد تكفي لنهاية المعركة، فيعودون أدراجهم جارِّين خيباتهم ولكن فرحين بأن الموت لم يكن مصيرهم، أما الفئة الأخرى والتي نطلق عليها شجعانًا، فهم كذلك لأنهم وبمجرد بساطة القوة التي يمتلكونها إلا أنهم يحاربون لآخر قطرة ولا ينسحبون من المعارك، لآخر نفس يستمرون في الحرب، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، فأن تنتهي المعركة رافعين راية فوزهم أحبُّ إليهم من أن يرفعوا أيديهم مستسلمين لينقذوا أنفسهم، فالتراجع ليس من شيمهم ولا الاستسلام من صفاتهم، لذا يستمرون حتى تنتهي المعركة بانتصارهم أو بموتهم!
ولطالما كنت أحب الشجعان من الناس في صغري، فكنت آمل أن أصبح مثلهم في المستقبل وأن أدافع عن الحق مهما كان، ونظرتي للباطل والمنكر كانت واحدة لا تتغير مهما حاول المجتمع تزيين صورته في عيني، ولأن العادات والتقاليد لا تشكل أي مبدأ من مبادئ نظرتي للحياة أو الناس من حولي، فحتى أحاديث الناس في شتَّى مواضيع الحياة لم تكن تشكل صورتي ونظرتي لها بشكلٍ كامل، حتى أتفهم الموضوع من خلال بحثي وفهمي، حتى ترتسم صورة الحق مهما كان وأُحاول إثبات الحق وإنكار المنكر بأفعالي وأقوالي، وحتى لو كان الجميع يفعله لا يعني هذا بأن الجميع على حق، يهمني أن أكون مختلفة وأن أسير على عقيدتي كما تعلمت وكما تفقهت في ديني، فلا يهمني حتى لو سار الجميع في طريق ووحدي سرت في طريقٍ مختلف، المهم أن أكون على حق، وأن أحترم جميع من لديه رأي آخر، فاحترام الرأي مخالف تمامًا لأن أسير في طريقهم، وأن أشكل نظرتي الخاصة لحياتي وأحترم الآخرين وكانت هذه أكثر المبادئ في حياتي والتي أسير عليها كنهج خلال عيشي على كوكب هذه الأرض، فبالاحترام تبنى العلاقات، وتتأسس الشعوب، ويتعايش الناس مع بعضهم البعض!
ومعنى أن تكون شجاعًا ألَّا تخاف من إظهار الحق ونكران الباطل، حتى لو حاربك الكثير!