بالحب
الكاتبة : سلافة سمباوه
بين الكر والفر
بين صراع العقل والعاطفة
بين السؤال هل القمع سلوك تهذيبي للنفس؟
عندما يخفي الإنسان آلامه ويتجاهلها، تُصبح كبتاً فتظهر في شكل تصرفات غريبة.. لهذا تبدو لك تصرفات الناس غريبة، إنها الآلام تعبر عن نفسها بصور أخرى بعد عودتها كرغبات بلباس القمع. فالرغبة غير قابلة للقمع ترجع بأي شكل لتتحرّر
كل رغبة مقموعة ألم كل ألم مخفي كبت. وكل كبت يرسم لوحته على سلوك الإنسان برغبات مشوّهة، فيتشوّه سلوكه وكلامه وحياته كنوع من الزيّف ! .
في ثقافة المجتمع الحب اندفاع مراهقين، ووسيلة لملأ فراغ أوقات الشباب لذلك نظراتهم للحب نظرة سخف وتفاهة، فالحب غير مهم، أمر طفولي
متناسين أن الحب رغبة، والرغبة تعود
الحب ليس هو المهم، جملة يقولها الجوعان لاعتقاده بأنه الأكل (أكثر أهمية)
يقولها الجشع لاعتقاده بأن المال حب
يقولها (فلان) لاعتقاده بأن الحب يتعلّق بأمه التي تزوجه وتطلقه كما تريد !
"الحُب للشجعان، الجُبناء تُزوجهم أمهاتهم" كما يقول نزار قباني.. إنها تطلّقهم كذلك، لتزويجهم مرة أخرى كالدمى !
في علم النفس والطب النفسي، الحب هو أساس الصحة النفسية، إنسان مريض نفسيا ووجدانيا، هو إنسان غير قادر على الحب، لم يعد يحب شيئا
دون حب، الإنسان عرضة للاكتئاب أو اليأس
عندما تحب، ليس فقط أن العالم يبدو لك أجمل، أنت نفسك تصير أجمل.
عندما يحب الإنسان، يجمّل نفسه لأجل الحب ولأجل من يحب.. أحيانا لا يهم ما تفعل، ما يهم هو من تحب، فمن تحب سيغيّرك كلّك.
لولا الحب هل كان للعطر معنى ؟! للموسيقى وللأشعار وللابتسامات بالأعين الشبه مغمضة معنى ؟ في الحب معنى مهما قلّ
حياتنا الزوجية مليئة بالعنف، طالما أنها تخلو من الحب !
وعلاقاتنا مع انفسنا وغيرنا وافعالنا مليئة بالعدوان بدون حب
يسألون كيف نحب أشخاصا معقدّين غير مفهومين فالحب تبادل والنساء عقيمات عاطفيا، أكثر من ذلك ينجذبن نحو مظاهر الثروة ضاربين بالمشاعر والحب عرض الحائط، والأشد وطأة هو السخرية من تلك المشاعر. والاتهامات متبادلة لاتهدأ
ماذا لو أفترضنا أن هناك أنثى، تستيقظ كل صباح، تعتني بنفسها ومظهرها، ترتدي ملابسا بثمن باهظ تخرج لتداعب وجهها رياح الصباح، وتقبّل خديّها أشعة الشمس الدافئة، ولما لا تجد الحب بدل ذلك تصطدم بأكثر من عشرة أشخاص في طريقها، ينادينها بكلمات مثل "المنكر" و" الحلوى المكشوفة" وما سواه من مفردات التحقير عند عقلية "المرأة الناقصة عقلا ودينا" التي تضغط على تاريخ ووجود الأنثى الكتلة الجاهلة بكينونة الأنثى، جسدها، تفكيرها، مشاعرها، وحتى حزنها. مع العلم أنها لم تقم بسؤال أحدهم، لم تنظر بالأصل لأي وجه من أوجه الخراب او تفعله
يقولون أن النساء يعشقن فقط مظاهر الثروة والسيارات والحب للأغبياء عندهن لكن من منا لا يعشق ذلك؟
كل كائن بشري في العالم يرغب بتحصيل ثروة وسيارات، جاءت على الأنثى فقط ؟!!
معتوه الذي يحبك إذا كنت تمنحه أموال كل مرة !
عند الأنثى الأمر لا يتعلق بالمال والسيارات، إنما ب"الأمان" الثروة لاشعوريا تحفز في دماغها (رجل)
"لبق " غير "جوعان" أو "جشع"، وقادر على "الاهتمام بها وجدانيا وحتى ماديا ومعنويا ثرواته ليست ماديه بحته
نزار قباني في سؤال حول ماهية الشعر، قال بالحرف : "هل أصارحك بسر، باللغة أكسب (ود) أي امرأة، وباللغة أخسر (ود) أي امرأة". فقط باللغة (هل رأيت هنا أي سيارة؟! أو مال ؟! )
فاللغة بما تحتويه من اهتمام، احترام، إضفاء قيمة، شاعرية توقظ أنوثة الأنثى،
اللغه هي رهان الاكتساب. كلغة حقيرة، ستظل هناك، تنتظر حتى تحصل على سيارة فيراري ! أو الانتقام بمفردات "العفن" الشبية والعاكسة للبيئة ،
مثلما من حق الرجل استعراض ذكورته التي بالأصل استعراض حرب (كصدمة نفسية) لإخفاء جبن المحارب من ساحة المعركة، تصرفات الرجل تاريخيا طرق للتغلب على رعبه من مواجهة العدو، لهذا يرى المرأة كعدو !
صدمته تصوّر له باستمرار أن حرباً على الأبواب وأخلاقنا أخلاق حرب .
الحب هو ما ينقذ العالم، برأي أدونيس دون حب وشعر وصداقة ليس للعالم سوى التجارة، والموت برداً.
والطب لم يصل بعد لصنع دواء بتأثير كلمات رقيقة.
إن ما لا يعرفه الناس عن الحب، هو أنه طفلٌ يكفيه القليل، وعلى حد قول المتنبي "قليل منك يكفيني، ولكن قليلك لا يقال له قليل إني لَيُغنيني قليلك عن كثيرِ الأُخريات
المرأة خلقت لتُحَب هكذا تكون قد أدركت كنه فهمها، أحبها كثيرا وأرح عقلك
وهي رؤية مشابهة لأوسكار وايلد حيث "المرأة تُعنى بأن تكون محبوبة، وليس مفهومة"
فهم المرأة يكمن في الحب ! إفهمها بالحب.
قد تُحب، ولا تُبادَل الحب.
تذكر بأنك أجمل وأنت في الحب، وتستحق الحب، أقل تقدير تستحق حبّي !
فهات قلبك إني ولدت لكي أحبك
وأحيانا قد يُتطلّب من الحب أن يصل لمرحلة ان تهبا لبعضكما الشعور المطلق بالأمان.
إن البعض من شدة توقهم للحب، يفرّون ويهربون عندما يأتيهم الحب هكذا ودون ترتيب أو سابق إنذار. فيقمعون رغبتهم للحب ويتمنّعون كدفاع متوارث لغويا واجتماعيا ضد هذا الأمر لكن رغبتهم تعود بألمها كتصرف غريب نحوك.
أحبّ، أنت في الحب أحلى، أحلى من الكل
أحب وكن سافراً و مجاهراً بحبك بكل مافيك وكل تفاصيلك لاتسمح لأحد أن يشعرك بأن ماتفعله عار مجتمعي وانه لاوجود للحب
احب ، واحبي نفسك وامتنوا للحياة بحب لأنه لولا الحب لما يوجد شيء في الحياة يستحق أن يعاش .