على مشارف٢٠١٩ - دع الأيام تفعل ما تشاء -
كما العادة عند نهاية كل سنة نودعها بما حملته من مناسبات جميلة وأفراح وإنجازات ، أو بما مررنا فيها من آلام وأحزان وإحباطات .
تبدأ سنة جديدة محملة بباقة من آمال وطموحات وأمنيات .
ويمر الزمن .. ويأتي آخر و هو براء مما ألصق به وحُمِّل على كاهله من ظروف صعبة ، أو أحداث أليمة.
لتتجلى أمامنا أبيات شاعر الحكمة الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
ليست كل النهايات أليمة
فكثير من النهايات ما هي بدايات لجديد
ذات العام المنصرم شهدنا فيه أياما جميلة .. و أخر أليمة ، اجتمعنا وتلاقينا وفرحنا ، و ودعنا وبكينا ، وأمِلنا وألِمنا ، و بنينا آمالا ورسمنا أحلاما منها ما سقط.. ومنها ما ارتقى، منها ما سمى .. ومنها ما دنا و منها ما نأى.. ، ومنها ما رُحِّل لعام جديد .
وهي السنون تأتي بأناس .. وترحل بأناس ، ولا يستقر الحال على حال فسبحان مغير الأحوال .
وختاما
تحضرني مجددا أبيات شاعر الحكم الشافعي قائلة :
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء تستر بالسخاء
فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء
و تبلسمنا حين يقول:
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
طبنا نفسا يا الله .. فطيب أيامنا برضوانك
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
والأمة جمعاء بكل خير
جمال بنت عبد الله السعدي
رئيسة رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة