لا تكره النهايات
الكاتبة/ مضيفة الجحدلي
عندما تتساقط أوراق الشجر بفعل الخريف قد تظن تلك الأشجار أنها النهاية! ولا تعلم أن تلك مجرد مرحلة ومنعطف ستسلكه لبداية أخرى جديدة..
هكذا هم بعض بني الإنسان قد يمرون بمراحل يشعرون فيها بأن النهاية قد حانت ويصابون باليأس القاتل ولا يرون الحياة إلا بتلك النظرة السوداوية؛ لأنهم بكل بساطة فضلوا ارتداء عدسات قاتمة اللون لا يبصرون معها النور، وإذا رأوا خيطًا رفيعًا من نور تجدهم يغمضون أعينهم ويضعون أكفهم عليها لأن ذلك النور يؤذي تلك العيون التي لم تعتد سوى على الظلام..
فنظرتك للحياة هي من صنع تفكيرك الذي تضع له الحدود ولا تترك له مجالًا للتجربة..
لماذا لا تكتشف بنفسك أي غموض يحيط بك؟!
لماذا تظل في قوقعتك وتخاف من مواجهة المجهول؟
قد يكون هذا المجهول الذي تخافه بداية حقيقية لحياة لم تكن تتوقعها!
لماذا تعتبر كل أزمة وكل ضيق تمر به أنها النهاية؟
فقد تكون مراحل الأزمات تلك هي نهاية البداية فقط، وما يكون بعدها هو النعيم المنتظر!.
حتى لو حانت النهاية الفعلية للإنسان ومات، فلماذا لا يعتبرها بداية لعالم آخر مريح؟!
عالم يملؤه العدل ويختفي منه الزيف وتنتهي معه المتاعب.
كل مراحلنا التي نمر بها لا نهاية لها..
فبعد كل نهاية بداية لشيءٍ ما، لشيء أكثر إثارة، وأكثر إشباعًا للفضول.
فلا تكره النهايات لأنك حين تصل إليها ستجد تلك البوابة الضخمة التي يقع خلفها المجهول والذي ستخوضه أرغبت بذلك أم لم ترغب!..