تاريخنا الهجري نافذة نطيل النظر منها.
الكاتبة : صالحة مجرشي
عام يطويه عام، يطوي أحداثه، أفراح وأتراح، ينسينا أو يفرض علينا النسيان، مسلمين ومستسلمين ومؤمنين أن ما قد مضى وقت لا يعود، وأن ما هو آت قدر يحمل معه البشارات والآمال في تحقيق الأمنيات.
عام هجري جديد يعود فيوقد في أنفسنا ذكرى هجرة الرسول الأمين والنصر المبين والعز والتكريم، فنحمله عزا في قلوبنا، ودافع لأنفسنا بأنه ليس مجرد تقويم محشو بالأرقام يرتب لنا الأيام وحساب السنين، كل عنصر معقود فيه هويتنا وتاريخنا العظيم، حيث إنه حفظ لنا النصر في الفتوحات، ودون لنا البطولات، ورتب لنا تسلسلها على مر العصور.
تاريخ هجري مليء بالمحطات والتأملات والدروس على أرصفة الزمن، ومنها دروس الذات والنظرة العميقة في تسارع اللحظات، وتحسس الروح بيد الاطمئنان هل ما زالت تطفو على الوجود؟ ومن هنا نعي وندرك أن في الثانية عمر، وفي الدقيقة دهر، والساعة حصيلة لمن اغتنمها وعمل. فتكبر الأرقام ويكبر معها الإدراك التام أن لكل منا فكرة وهدفا وسبيلا يسعى من خلاله ليصل إلى إثبات عمله وتحقيق ذاته أو كسب غنائمه وجني الحصاد، حينها يدرك الإنسان أن القوة لعبة ثابتة يحركها كيفما شاء ومتى شاء، قوة الجسد، قوة العقل،، ولا سيما قوة الروح وتحليها بالإيمان؛ وأن النفس كعود ثقاب سريعة الاحتراق فلا إفراط ولا تفريط، وأن الصحة النفسية كنز ووقود، وأن أعظم الدروس درسا فوات الأوان وخسارة الزمان.
تاريخنا الهجري؛ نافذة نطيل النظر منها إلى الزمن، صفحات من كتاب يقرئنا مساعيهم، صورة في برواز مثبتة على جدار الحياة، تحثنا على أن نشمر عن سواعدنا ونواصل البناء؛ بناء أنفسنا، بناء تاريخنا ومجدنا حتى تطوى صحيفة الحياة.