( قناديل الرحمات )
هاهي نسمات الرحمة والإيمان تطرق الأبواب فتفوح شذاً وريحان بلبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، فتتسابق القلوب نحو خالقها راجية الرحمة والمغفرة ، أياماً كزخات المطر الهابط من السماء تغسل القلوب العاصية من درنها ، وترفرف بها عالياً لتعانق الأفق الرباني الرحب ، بعيداً عن ملهيات الدنيا وزخارفها وملاذتها وشهواتها ، فتأوي الروح المُقصرة باكيةً إلى ربها لتعود نقية صافية تنعم بالإيمان والراحة والطمأنينة ، ليال أقسم بها الله وفضّلها على الجهاد في سبيله لما فيها من الأجر العظيم ، تتزين سماؤها بيوم التروية الذي نجى الله فيه إسماعيل ، ويوم عرفة أفضل يوم طلعت عليه الشمس و الذي أكمل الله فية الدين ، و يوم النحر الذي من أعظم الأيام عند الله ، ثم تختم بعيد الأضحى وأيام التشريق ، هي فرصة لتطهير النفس والتوبة من الذنوب والتقرب إلى الله بالدعاء والصيام والإستغفار والصدقات والحج ، إنها أيام عظيمة ستمر كلمح البصر ثم تنطوي فطوبى لمن إستثمرها في الخيرات وترك المنكرات والتزود من الطاعات ، فأيقظوا قلوبكم وتأهبوا وتسابقوا للتوبة والتزود من فيض الأجور ، فالعمر عندما ينقضي لن يعود للوراء ولو لثانية ، فلبيك رغبةً وحباً وشوقاً ، لبيك بكل جارحة تهفو لعفوك ومغفرتك ، لبيك ربي وإن لم أكن بين الزحام ملبية ، لبيك ربي وإن لم أكن بين الحجيج ساعية ومكبرة ..
الكاتبة / سميرة عبدالهادي