تأملات
الكاتبة : صالحة أحمد
طيف رأيته عابراً بين سكون النفس وهذا الشفق ،وكتبت شوقي على رفة طائر النورس المهاجر كل يوم على ساحلي ،في صبح ومساء،لامست بيدي ندى الورد في الصباح ،فرقت هنا مع الورد مشاعري ،وتلونت نفسي بألوانه الزاهية ،رفعت عيناي إلى السماء ،فخلت طيور الصباح تمارس عشقها للغيوم ،وترسم قبلاتها على غيثها المنهمر ،فهامت عيوني على ضفة الشوق وقصة الضباب مع النسيم العابر ،فعدت هنا إلى مقلتاي وبين ثنايا صبحنا الغابر ،أودع يومي وأجمع حباً وبعضا من الزهر الملون على أغصان الشجر ،هنا حول منزلنا وبين الحقول وحول الجداول ،أقاسم طيور الحمام حديثي ،وأعطي نسيم الصبح رسائلي الصباحية من قلبي إلى قلوب من أحب،وأظل هنا في عالمي طفلة المطر ،أحاور هذا الكون ،ويعبث النسيم بخصلات شعري،وأمد يداي إلى الشمس أراها تغيب ،فألملم خطواتي ،أحدثها بصوت رخيم قفي قليلاً ،لنرسم بعضاً من الضوء المنمق على الشاطيء ،لتجف معالم قدماي وأثرها هنا في هذا المكان ،تعانقني خيوط أشعة الشمس الذهبية وكأنها تربت على كتفي ،غدا سأعود ونلتقي مع غيمة مسائية،أعود وقد أذهلني هذا الشفق ولونه المنمق لوحة فنية تذهل الناظرين ،ابتسمت روحي من الداخل ،وجلست جلسة متأمل وكأن الغروب والشفق قد أغتزل مسيرة يوم كامل ،فسبحان من صور هذه النهاية ،ليوم من العناء والكفاح ،في المنتصف وقفت أسبح الله رب هذا الكون ،وأعاتب نفسي ونفس كل البشرية ،كيف لايكون هذا الكون وهذه الآية كافية على كبح جماح نفوس البشرية عن الزلل،لكن سبحان الرحمن الذي جعل لنا فرصا في هذه الحياة بالتوبة ،فلا انقطاع لسبل المحاولة أن نكون بشر صالحين مميزين ،ساجدين عابدين لله في كل حين.