من أنت ؟
الكاتبة: سلافة سمباوه
هل وقفت أمام نفسك مرة؟!
البعض سيقولون مراراً والبعض الآخر سينكر ويجحد تلك المواجهة.
أقسى مواجهة هي مواجهة نفسك مهما حاولت أن تخفي حقيقة ذاتك بقناع المثالية ولو بعد حين.
وكلما كان الإنسان على دراية وتطبيق التقدير لذاته كلما انعكس ذلك إيجاباً على كل من يراه فيخطئ كثيراً من يظن أن تقدير الذات نوع من الكبر و حبها نوع من الأنانية فمن يؤمن بهذا لا شك أنه يجهل الحقيقة التي تقول بأن من لا يحب نفسه لا يستطيع أن يمنح الحب إلى غيره لأن فاقد الشيء لا يعطيه وأن من يفقد تقدير ذاته يفقد ثقته بنفسه ومع الوقت يصبح غير قادر على النجاح وتحدي الصعاب. كلما ارتفع مقدار الاعتزاز بالذات ارتفع مقدار الثقة بالنفس وكلما انخفض كلما ظهرت علامات الانطوائية والخوف من التحدث أمام الناس وإرهاق النفس بتحميلها ما لا تطيق في سبيل إرضاء الآخرين ليس حباً فيهم وإنما لاتقاء مواجهتهم أو تجنب نقدهم. وقد يصل الأمر أحياناً عند فاقدي تقدير ذواتهم إلى نوع من العنف في ردة الفعل المفاجئة أو الهروب من مواجهة تقلبات الأيام ومشكلات النفس وبالتالي قد يصبحون عرضة لرياح الآراء كيفما تقرر وتلعب بهم المواقف إذا أرادت وتشكلهم حسبما شاءت
لكل إنسان مرآة داخلية يديرها الضمير والذات فتحدد نمط حياتنا وطرق تفاعلنا مع معطيات الحياة بالإضافة إلى مرآة أخرى يقف كل منا بين الحين والآخر أمامها لتعكس دوراً مهماً في منظومة نظرتنا لذواتنا، على الإنسان إذا ما تعرض لموقف سلبي الوقوف وحيداً أمام المرآة فيحاور من يراه عبرها بكل شفافية وصراحة من أجل أن يتخذ الموقف المناسب ويقرر التغيير المطلوب، لأنه أدرى بشؤون ذاته ، إن الإنسان لديه في أفراحه وأتراحه ثلاث حالات تسانده وهي الزاد الذي يأتي به القدر عبر موقف ما أو قراءة ما أو مشاهدة ما والداعم وهم الأهل والأصدقاء والمرآة وهي الشخصية التي نطلق عليها توأم الروح لكونها مرآة لصاحب الموقف نظراً لقوة العلاقة الروحية بينهما، وكما يقال المرء مرآة خليله. يقف كل إنسان أمام مرآته المسندة إلى جدار غرفته بأبعاد وأشكال وطرق وحالات مختلفة، فهناك من يقف مختالاً وهناك من يقف مبتسماً فيرى نعمة الله عليه فيحدّث بها نفسه ويحمد المولى على نعمه وفضله وهناك من يقف شاحب الوجه عبوساً كارهاً نفسه لا لشيء سوى أنه لا يعرف لتقدير ذاته درباً فيرى الكل أجمل وأنجح وأسعد منه لأنه يرى نفسه بعين لا تعرف مقدار ذاته فيبقى في مثل ما تفكر تكون والشيء الذي تركز عليه تحصل عليه وكما يقول المثل المصري ؛ اللي يخاف من العفريت يطلع له ، ويظل أسيراً في سجن الخوف الذي يأكله
في حين كل من غير تفكيره ونظرته تجاه نفسه ومرآته تخلص من بؤسه وفكر وقرر السعادة التي اغدقت عليه من نعيم النجاح والتميز والرضا
ترى هل تعرف جواهرك المميزة وعمق مرآتك ؟
ترى هل تعرف من أنت ؟