"الزن على الودان"
الكاتبة : سلافة سمباوه
اختلفت مع زوجها فطلبت الطلاق، يدرك الجميع أنها لم تكن تعنيها ، لكنه صوت غير مباشر يقول للزوج بأنها تعبت انظر لي واحتويني،
انقسمت عائلتها بالإجماع بأنها كبرت في السن ولن تتحمل الوحدة ولا تبعات الطلاق ، الكل أجمع أن تأخذ إجازة زوجية شهوراً ولا تقدم على الطلاق لأن العواقب صعبة والحياة مع كبر السن أصعب والفرص المادية والعاطفية تقل والصحة تتدهور
لكن كان هناك شخص واحد خفي يصر على طلاقها من باب الكرامة ، هذا الشخص غير ناضج فكريا ولا نفسياً ويرى المشكلة من منظوره الشخصي
هذه قصة من قصص بعض البيوت الشائعة .
نحن لا نشعر بالندم إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس،
عندما تكون شخص (( ودني )) على رأي المصريين أي يسمع لغيره ، عندما تكون حياتك مشاع للجميع وفاكهة المجلس ، ويسمح للكل باختراقها والادلاء بدلوهم في حياتك ، عندما تصر أن تجذب الانتباه بالدراما عن حياتك ،
عندما لا تفكر جيداً وتترك الاخرين يتحكمون بك ، عندما تقارن حياتك بغيرك وتحلم احلاماً غير منطقية ، كل هذه الأمور تصيبك بالألم ، بالكسر الذي يصعب جبره بعد كبر السن ،
مما يؤلم حقاً أن التخبيب أصبح شيء سهل ومتهاون به
خراب البيوت سهل ، يقول المثل المصري (( الزن على الودان أمر من السحر))
لم يكن التخبيب قاصراً على (( الزن )) في الطلاق كي يتزوجها غيره إنما بتزين الطلاق والحرية والاستقلال وأنه الراحة ، وأن البقاء وحدك نوع من أنواع السلام
لم يفكر المقدمون على الطلاق كيف سيجمعون شتات حياتهم والبداية من الصفر ، البداية بلا ذكريات ،
القرار بالطلاق والرحيل لن تعرف ألمه الحقيقي إلا بعد سنوات من البقاء عازباً ، عندما تصبح الشخص المطحون أب وأم في آن ، أو حر بلا أولاد ولا زوج لكنك صديق الجدران والكنب ، مما يؤلم. جداً أن ظاهرة التخبيب بين النساء قد انتشرت بشكل كبير جداً، وبات الأمر واضحاً جلياً خاصة عبر وسائل التواصل أو في التجمعات النسائية؛ فالتخبيب هو الإفساد بين الزوجين سواء كان المفسد من داخل الأسرة أم من خارجها، وقد يكون بقصد أو بدون قصد وكلتا الحالتين ضار ومدمر للأسرة وللحياة الزوجية على حد سواء، وإذا كان لزاماً أن نعالج تلك الظاهرة فيكون بتقديم الوعي الكافي للنساء من خلال الدورات والبرامج التدريبية أو الاستشارات الأسرية، وعمل لقاءات دورية لكافة فئات المجتمع النسائي، مع ذكر مساوئ التخبيب والأحاديث الشريفة التي تحذر من هذا الفعل الشنيع، وفي حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل الجنة خب ولا منان ولا بخيل»، رواه الترمذي، وقوله: «من خبَّب زوجة امرئ أو مملوكة فليس منا»، ولخطورة التخبيب تبرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن يسعى للإفساد بين الزوجين، وتوعده بحرمانه من الجنة، فقال - صلى الله عليه وسلم - : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أو عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ يعني أفسد زوجة على زوجها بأن يذكر عندها مساوئ زوجها، عندها، فهو يعمل على تحسين الطلاق إليها ،
وحتى أكون منصفة هناك من الرجال من يخببون أصدقائهم على الطلاق ، يبشعون الزوجة في عين زوجها،
عندما نعود للمصدر، أين الخلل ؟
الخلل فيك أنت أو أنتِ ، من البداية جعلت حياتك كما يقول المثل (( من جعل نفسه قمامة يبعثروه الدجاج))
أنت جعلت نفسك مشاع للكل ، مكشوفاً للكل ، أنت من حلمت أحلاماً وردية بحلاوة الطلاق ثم مع الوقت بدأت تطحن وتسحق يومياً بالتحكم بك عن طريق الاخرين
أو تشعر مع الوقت بأن جمالك يذوي ، وفرصك تقل كلما كنت تحمل مسؤوليات جمة على عاتقك من أولاد ومعيشة وخلافة لن تكون متفرغاً ، أو أنك وحدك لكن لاتملك أي فكرة كيف تسكن عاطفتك مع أحد،.
عندما تقرر الطلاق من قناعتي المحضة يجب أن تؤمن حياتك جيداً ومن تعول بدون أن تكون عالة على أحد أو تابع لأحد ، أن تتحمل تبعات الطلاق الطويلة ، والضغط الذي ستواجهه ، عندما تقرر الطلاق يجب أن تدرك أنك اخترت سلامك النفسي وسلامة من تعول .
لاتقدم على خطوة تهدم فيها عمر بنيته من الصفر بسبب أن أحدهم سول لك وزين لك الطلاق وأنت تدرك في أعماقك أنك لن تستطيع أن تبدأ من الصفر
ستشعر بالحسرة وأنت تلوك تبعات قرارك الطائش في لحظة غضب .
يقول المثل (( لاتبكي على اللبن المسكوب)) لن تفيدك دموعك ولا ندمك ، لكن حاول أن تتعايش وتعيش و تبدأ حياة جديدة مختلفة تماما عن تجاربك ففي الاخر كما يقولون (( هي لقمة و انقطعت ))
يجب من قناعاتي توعية الناس والمجتمع لندرك كيف نتعامل مع هذه الفئة التي تزعزع العلاقة الزوجية بسفه وجهل ومن ذلك:
1 - ألا نجعل مشاكلنا حديث المجالس فلا نحكي كل كبيرة وصغيرة ونجعل بيوتنا عارية للآخرين، ونطمع من الناس تقويمها فيكثر اللغط ويصطاد الماكرون في الماء العكر ويؤثرون في أحد الزوجين بالرغبة في الطلاق، وإن كان ولابد فنستشير أهل الحكمة والصلاح.
2 - ليس من البر بالوالدين طلاق الزوجة إذا كانت صالحة فسددوا وقاربوا.
3 - أن نثق أن الذي استشرناه لن ينصحنا بالطلاق أبداً البتة إطلاقاً إذا كان مخلصاً صادقاً إلا إذا استحالت الحياة الزوجية ولأسباب شرعية واضحة كضر جسدي أو نفسي يلحق بها من الزوج أو كان مدمناً - إلخ.
4 - ألا نسمح للآخرين بالتدخل في مشاكلنا وحياتنا الزوجية فليس عيباً أن أقول (عذراً معليش لا تتدخلوا) .
5 - ربما لا يعلم أكثر الناس أن التخبيب جريمة يعاقب عليها الشرع وهي عقوبة تعزيرية يقدرها القاضي بحسبها تبدأ بأخذ تعهد إلى السجن وفيها تفصيل.
وأولاً وأخيراً الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء أن يصلح المولى بيوتنا ويكفينا شر من أراد إفسادها ويسخرنا لبعض فنغض الطرف عن صغائر الأمور من أجل عظمائها، دامت بيوتنا بخير وصلاح وطمأنينة.
واسأل الله للجميع الحياة الهانئة مهما كانت الاختيارات فرب ضارة نافعه ، و أمرنا كله خير .
كونوا بخير