هاوية مُفترق الطرق!
الكاتبة : ليالي خرمي
يضيع الانسان ويتوه فكره بين طريق الخير و طريق الشر، تتهاوى به الطرق بين أن يفعل لا يفعل، يخسر الكثير من بين يديه في محاولات فاشلة لأن يكون إنسانًا صالحًا! ويُوهب الكثير حين يصبح نرجسيًا وأنانيًا وطماعًا!
تعلمنا منذ نعومة اظافرنا أن الشر يخسر والخير يفوز، أن الأشرار يموتون والأبطال يعيشون، ولكن عندما كبرنا ونضجنا واستوعبنا كيف تسير هذه الحياة وبدأنا منهاجًا جديدًا يعلمنا أن الخير يخص وأن الشر يعم ومنذ هذه اللحظة علمت أن الحياة غير منصفة للأخيار والصالحين الذي كنا نحاول دائما أن نكون جزءًا من صلاحهم وخيرهم، فكان الصالح يُظلم حين يكون في نقطة الشر، فحتى لو كان الخير سائد وبقعة شرٍ بدأت تسود المكان لذاع صيت الشر والخير مُحكم عليه بالإعدام!
فليس للخير مكان حين يحضر الشر، فالشر ادهى وأمر مما نعتقد!
يبقى الخير فينا ما دمنا نحاول اثبات صلاحنا وأن الخير موجود ونخرج من أطوار صمتنا حين نعرف أن صمت الخير لا يجدي في وجود الشر، وفي نصوصٍ كثيرة أدلت بأن الاشرار يعيشون حياةً أطول من الأخيار وذلك لأن البقاء للاقوى!
فيموت الخير في محاولات لإثبات نفسه خلف أسوارٍ من الصمت!
ونعود لننسى انفسنا في هذه الحياة ويغذينا العالم بطاقات الكره والطمع والجشع والأنانية والنرجسية فلكل شخصٍ منا نصيب من هذه المساوئ فنمتلئ حسدًا وحقدًا وغيرة فتتجسد فينا معالم الشر وتظهر ملامح الاشرار فينا، فحتى لو أننا حاولنا أن نختار طريق الخير فسنعود أدراجنا من ظلم الحياة وعدم انصافها لنختار طريق الشر دون حتى ادراكٍ منا لنقبع في بقعة الشر وبعدها تسود قوة الشر على هذا العالم ويصبح العالم حالك السواد وبعدها فقط تتحقق العبارة ويصبح الشر سائد ويسير الناس إلى طريق الظلام حتى نصل لايامٍ نرى فيها من يسير في طريق الخير بأنه شخص غريب الاطوار متهالك العقل متخلف الفكر، فمن يصل لهذا الزمان كيف له أن يرى النور في طريق الخير؟
ونعود مرة اخرى لتضيع خطواتنا وفكرنا يذبل فلا نستطيع أن نحكم أي طريق هو الاصح لنا!
وتأتي اجيال خلف اجيال عقولها لا تملك حكمة وقلوبها لا تملك رحمة، وتتوه في فضاءات الشر وأبواب الشر المشرعة ابوابها لكل قادم فلا يبقى للخير مكان ولا للاخيار كذلك!
وفي النهاية تقع علينا مسؤولية أن نُعيد هيكلة عالمنا لنُثبت لهم أن الخير مازال فينا، مازالت هناك بذرة خير في كلٍ منا، ترشدنا لطريق الصواب مهما تفاقم الشر في هذا العالم!