الخطوة الأخيرة، بداية جديدة..
الكاتبة : خلود عبدالرحيم
الخطوة الأخيرة هِي سليلة آلاف الأفكار المرتعِشة، الخائِفة، المُتردِدة، ولكِن مع ذلِك هِي بداية مُختلفة نحو المجهول، وفي كثيِر من الأحيَان يكون هو أكثر شفقة مما تردَّدت النَّفس عن تجَاوزه، فهِي وإن قسَت لا تنسى الوصل الرَّحيم ؛لذا تتشبثُ بما لمْ يكُن مكتوباً لأجلها يومًا وعند الوصول للنهاية تنتهي الأوراق، وهنا لا بد من أن تطوى الصفحة الأخيرة من كِتاب لتجربة إنسانية، فالكثِير من العلاقات أو الرَّغبات وحتَّى الأحلَام تمرُ بهذا التجاوز، ولكِن مهَما ضاق سبِيل العبور ففي نهايته ستكون الحرية الواسعة والغِير مُقيدة، قد يكُون في البداية شعور أن يكون الإنسان حرًا خاليًا مِما اعتَاد التفكير به أمرًا غريبًا، وقد تُصيَّر أيامه لتكون فضفَاضة بِلا مسَار جدِيد تنتهجها، مع ذلِك إنه إحسَاس لذِيذ وشهي أكثَر للعُودة إلى الحيَاة المُملة، وعِيش تراجِيديا الوحدة والتخطيط مِن جديد.
فقد أحدهُم نفسِه لأعوام كُثر، ظلَّ يطوف حُول معنَى واحد، وفِي نهايةِ الأمر اكتشفَ أن ما كان يطُوف ويتنسك حولِه صنم لا يسمن ولا يغني من جوع، وأن اليقين الذي كان يصدحُ بِها لم تكن سِوى دعوة مبتدعة من أنصَار ذاك المعنى، هام في بقيةِ الحيَاة كالغرِيق، إن لمْ تكُن الحقيقة التي آمن بها وسلم نفسه إليها ليست هي الجواب، فأين سيكون؟
أين المعنى؟
ظل يبحث، وفي نهايةِ الأمر أدركَ أن المعنَى ليس فِيما هو ثابِت، فأسرَار الحيَاة تسكنِ في المتغيِرات، فلن يتجرع الخذلان إن لم تهزمه الخيانة، ولن يدرك الأمان إن لم يعش في منطقة الخوف، ولن يعرف معنى الحب إن لم يحط يومًا بالكُره، ولن يلحظ الصديق إلا حين يحط بالأعداء .
معَادلة الحياة بسِيطة، أبسطُ مِن محاولة تدارسها، فهي الضِّد، اليوم هو لِيس الأمس ولا الأمس الأبعد، قد يكون ضد ما كَان، ليس بالضرورة أن يتغير نحو منحنى سيء، فالمنحنيات السيئة وإن تطرقنا لخوضها سيكون داخلها واحة راحة للتأمل وحصدِ معاني التجربة.
يقول إيليا أبو ماضي:
"لَيسَت حَياتَكَ غَيرَ ما صَوَّرتَها أَنتَ الحَياةُ بِصَمتِها وَمَقالِها