ثقافة التقبل
الكاتبة:نوال المطيري
ما هو التقبل؟ وكيف بوسع المرء ان يتقنه؟
وهل التقبل يعني الاستسلام والتسليم بكل شيء وعدم السعي لتغييره !
اسئلة كثيرة تعصف بداخلي منذ مدة طويلة حول فكرة التقبل، لان احياناً أكثر مشاكلنا تنبع من كوننا لا نتقبل ؛حتى فكرة وجود مشاكل في الحياة ، أذن المشكلة اساساً كلها في قلة الوعي حول ثقافة التقبل فالبعض يخلط بينها وبين مفهوم الاستسلام والواقع أن هنالك فارق شاسع بين هذين المفهومين؛فالتقبل يعني أن تدرك الواقع بكل تفاصيله بما في ذلك أنت ،مع السعي لتغيير تلك الأمور التي تستطيع تغييرها؛ أما تلك التي يتجاوز تغييرها حدود طاقتك البشرية أقبلها كم هي وهذا ذكرني بعبارة كتبتها قبل سنوات مفادها" علينا أن نتقبل حقائقنا التي لا نستطيع تغييرها ،
أما الاستسلام فهو رفع الراية البيضاء وعدم بذل أي مجهود لتغيير ما يمكن تغييره
والفرق الأهم ما بين هذين المفهومين أن هدف التقبل هو لإعادة التوازن وترتيب الأفكار والرؤية بوضوح لأن الغضب الناجم عن عدم القبول يحول دون رؤية الأمور كما هي على حقيقتها
فحينما نتقبل فكرة أن هناك اشياء مستحيلة قد لا نصل إليها وأمور يصعب علينا تغييرها وأمور بدواخلنا نعجز عن تغييرها على النحو الذي نُريد، وفي المقابل هناك ما يمكننا الوصول إليه وتغييره
هذا بلا شك يقودنا إلى السلام النفسي والطمأنينة الروحية التي تجعل من ذواتنا متزنة ذات رؤية واضحة
وفي الآية الكريمة منهج حياة قال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) من هذا المنطلق يجب علينا السعي نحو ما يمكن تغييره في ذواتنا ومن حولنا، وعدا عن ذلك من رأيي من الجميل أن نطبق عليه ثقافة التقبل
في الختام ؛ التقبل ثقافة مستقلة بذاتها لا تشبه الاستسلام بل تنبع من قوة واتزان روحي؛اتقانها يوفر علينا الكثير ويقودنا إلى حياة أكثر استقرار