(هرجة بريال)
الكاتبة : سولافة سمباوه
قبل فترة ضجت مواقع التواصل إثر تغريدة كتبتها بلهجة بسيطة واضحة – من الآخر– مثل ما يقال غالبا، بين عشية وضحاها تداول الناس ما كتبت، لم يهمني الموضوع كثيرا لأن ما كتبت مثل ما يقال باللهجة العامية – هرجة بريال –
لم أت بشيء جديد فيما كتبت، لأنه الأغلب
و -البعض - موجود ومسكوت عنه والسواد الأعظم أصبح يجاهر به، المضحك في الأمر إنهم لم يهاجموا الفكرة وهاجموا شكلي وأصلي كل هذا لا يهم طالما الفكرة قيلت بتساؤل لماذا؟
نأتي لما كتبته في تغريدتي ((عزيرتي الموظفة اجعلي زوجك يصرف عليك بدلا من أن يصرف أمواله على اخريات غير عاملات))
لنناقش الفكرة بوعي قليلاً بعيداً عن التحامل، إن طريق الإنسان المادي يتأثر كثيراً بالطريقة التي تربى عليها، فالخبرات تنمو وتظل كامنة لتظهر واضحة في مرحلة النضج. ولذلك، فعندما يحدث الزواج يكون لدى الزوجين خبرات سابقة مكتسبة
من بيئته وتربيته لذلك فأفضل الطرق التي يمكن اتباعها عند الحديث عن المال هو التفهم والصراحة،
وذلك لأن هذه الناحية بالذات قد تحدث شرخا في جدار الزواج
ما دفعني لكتابة التغريدة وكتابة المقال اليوم هو أن بعض من الأزواج يقولون: أن من أسباب الطلاق لديهم كانت الشعور المستمر بأنهم مهمشين في حياة الزوجة لم تعد زوجته الموظفة في ظل الانشغالات تعبر عن حاجتها له سواء مادياً او عاطفياً بحجة أنه لا يوجد وقت له وفترة عودتها من العمل تريد الراحة وأصبحت مساوية له تماما فما الحاجة له ؟!
رغم أن أغلب الموظفات يساعدن ازواجهن في مصاريف البيت والأبناء لذا يبحث عن من تعزز له شعوره الفطري بالحماية والبذل والصرف والإنفاق فيذهب لغيرها بحجة الصداقة أو الحب أو علاقة عابرة أو حتى علاقة تؤدي للزواج من أنثى تحتوي بذله، متفرغة له تماماً
قد يهاجمنني البعض من السيدات ولكنها الحقيقة الموجودة باختلاف القصص والحجج التي من وجهة نظري أنها حجج واهية من الزوج لتبرير خيانته مثلا.
فالصراعات المالية دائماً ترتبط بالفترات الانتقالية في حياة الأزواج مثل إنجاب الطفل أو الانتقال إلى مجتمع جديد
أوالتغير الوظيفي. كل تلك الظروف تحتاج إلى وقفة لإعادة ترتيب الحياة والاتفاق على الأسلوب السليم للتعامل مع تلك المستجدات الجديدة ولكن ما الذي يضايق الزوجة من زوجها عند الحديث عن المال؟
أهو أسلوبه في الإنفاق أم لأنه هو الذي يقوم بكل التخطيط الاقتصادي للأسرة؟
إن مجرد معرفة نقطة الخلاف تحديدا يجعل مناقشة ما يشعر به كل منهما تتم بهدوء تام والإنصات إلى الطرف الآخر
حتى النهاية دون إلقاء الأحكام على أفكار الزوج. يجب على الزوجة أيضا تحديد هويتها المالية
هل هي مسرفة؟
هل هي حريصة؟
هل تتجنب المناقشات المادية وتؤجلها دائما؟
هل هي من النوع الذي يحب اكتناز الأسهم والأموال من أجل الشعور بالأمان والسعادة؟
كذلك يجب على الزوج أن يناقش زوجته في حاجاته العاطفية والنفسية
كيف يمكنهما تخصيص الوقت لهما منفردين بدون الأبناء كنوع من تجديد روح الزواج
وتغيير الروتين اليومي الذي فرضته المسؤوليات أيها الزوج لا تكن مجحفا وتبرر ذلك العبث كونك مسؤولا كن راع لهذه الشراكة التي سميت من رب العباد بالميثاق الغليظ.
الزواج هو الفطرة السليمة في ظل الحرام السهل المتاح وهو الشيء الصح الذي يفعله حتى الشخص الجبان
وقبل الطلاق وقبل البحث عن انثى تعزز شعورك بالأهمية وتشبع فطرتك واحتياجاتك
تكلم مع زوجتك ناقشها حاورها ابذل معها مالك ووقتك ورقتك
فهي مساوية لك في الحاجة للشعور بالتقدير والاحترام والأهمية وتعزيز شعور الحب
كل أناث الأرض يحببن الحب اعط حب لتأخذ حب.
كذلك عزيزتي الزوجة الموظفة. اعط وقتك لزوجك و افتحي عينك وقلبك و روحك حتى لا يطير الطير برزقه وخيره لمكان لا تحبينه ولا تريدينه
وفي الأخير هي "هرجة بريال "
الريال ممكن يصير مليون ومثمر وناجح كله بعلاقة متوازنة ناضجة وبالاتفاق .