همسة لنفسي ....
أنتِ جميلة ككتمال القمر ، كهطول المطر ، كشروق الشمس ، أيعقل أن يحتضنكِ الحزن وأنتِ جميلة إلى هذا الحد .. أعلم أن وراء حزنكِ حكاية لا يفهمها أحد غيركِ لأنكِ وحدكِ من تعرف حجم المعاناة والألم الذي يدور بداخلكِ ، تؤذيكِ خيبات البشر و تصدمكِ الحياة بواقع و حقائق تؤلمكِ عن أشخاصا خيبوا ظنكِ .. كانت ثمرة عطائكِ جحود الآخرين .. أصبحتِ باردة المشاعر وكثيرة الغياب .. أيامكِ سوداء لا تَرى الشمس ، ويسكنها الصمت والعذاب ، وتغمرها ظلمة الليل ، ولا تعرف معنى الألوان غاب فيها قمركِ ، ولم تَعُدِي تُتقنين سوى لغة البكاء ، أيامكِ أصبحت تحتضر ، ويتملكُها اليأس والضياع
أيآ نفسي أأوجعتكِ الأرض بما فيها ...؟!
كوني قوية ، واجهي مصاعب الحياة بمفردكِ ؛ لا تنتظري من يقف إلى جانبكِ ، لا تحزني على المشاكل التي واجهتكِ ، لا تنطفئي ولاتنكسري بل ابتسمي وأنيري العالم بإبتسامتكِ الجميلة وأظهري قوتكِ وأثبتي لهم بأنكِ قوية بما فيه الكفاية ، لا يهزكِ ولا يحطمكِ شيء ، كوني قوية ضد انكساركِ وضعفكِ ، إياكِ أن تنطفئي ياجميلتي . لاتخشي الصعاب إبقي ثابتة لاتهزكِ ريح , كوني انتِ التفاؤل بذاته. مهما بلغت تعاستكِ ، ابتسمي وادفعي يومكِ للتي هي أحسن ، لا تنتظري قدوم السعادة بل اذهبي إليها فإنه ليس للساعي إلا ما سعى ، وليس للمتفائل إلا وصولاً للمبتغى ، وليس لليائس المنطوئ على نفسه إلا ظُلمتَه فلا شمس تطرق أبواب المنغلقين ولا نجمة تُضيء ليالي المتشائمين .
ستتعلمي التجاوز و ستمُرين على نقاط ضعفكِ ولن تصغي إليها ثم تمضي ساخرة ...
ستظل جراحكَِ مفتوحة لكنها لن تؤلمك ثقي أنه لم يُخلق أحد منا للإستسلام ولن تَجدي حياة سعيدة قبل الخوض في التجارب القاسية ، حياتك ستُزهر في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة ، مهمَا تعثرتِ مازالت الحياة تُعطيكِ أملاً جدِيداً ، وإن خسِرِتِ وفشلِتِ وحَزنتِ وتعثرتِ يوما ما لا تيأسي أبداً . فسيأتي من الله غيث يَسقي شتات أمركِ ، ويُحيل جفاف روحكِ زهراً وستتحقق أحلامكِ ؛ ثقي بأنكِ تستطيعين فِعل مَا تشائين وسوف تُصبحين كما تُريدين رغم كل العقبات .. حاولي مواجهة جميع مخاوفكِ وثقي بأنه سيَفرَحُ قلبكِ يوماً ما ، لا تيأسي أبداً ،، واعلمي أن هَذِه الحياة تخصّكِ أنتِ إجعليهَا كمَا كنتِ تُريدين ، كوني كالوردة البيضاء نادرة الوجود ستبقين في ذاكرة المحيطين بكِ ولو كنتِ وحيدة .
الكاتبة / سميرة عبدالهادي ..