عائلتي في مهب التجديد
أشتاق لكل طرح جميل فيه فائدة ترتجيها العائلة و المجامع العائلية ، دار حوار أقلق المجتمع السعودي حول عناوين كتب وجدت لها رفوف في المكتبات ، أو نسخ إلكترونية ، تزعزع قدسية ماتربينا عليه سابقاً، فنحن منزعجون لأن قاعدتنا الحياتية متينة و مغروس فيها قيم أصلب من الجبال الراسيات ، ولكن مع دوامة الحياة وترف المعيشة في سنواتنا العشر الأخيرة تسرب معلم خفي ، و أستاذ فاسد ، و بشر لا نعرفهم ، يعرفون أبنائنا وبناتنا ، و نسائنا و زوجاتنا ، هم الأثيريون ، بكل وسائل التواصل الإجتماعي ، علموهم أن الحرية لها ثمن ، فصبروا على ما أصابهم من تعنيف و أذى ، علموهم أن الصديق لا يترك صديقه ولا يدع خليله حتى أبغض الناس أنصاف الأصدقاء و كرهوا أخلائهم لأتفه المواقف ، زرعوا حب اللعب و تنمية الموهبة حتى على حساب وقت الصلاة و إضاعتها ، أخلوا بالقواعد العقدية الرصينة التي تربى عليها الصالحون و زاحموها بقناعة التفكير بجدواها ، علقوا آمالهم بالخيال و الخلوة و الوحدة وأنها صفاء للذهن ، حتى تركوا عبادة الله ، أخترقوا خصوصية العوائل التي أعطتهم فلذات أكبادهم فقط، اما العوائل التي حافظت على تواصل أفرادها فلم تزعزع ثقتهم بحب الأب وأن كان جائراً و بحب الأم و إن كانت نرجسية ، و بمقام الأخ الأكبر و الأخت الكبرى ، و تعاليم حب الله و حب الرسول ، و أن الوطن مقدس لا نبيعه و لو كان الثمن مغرياً ، و أن خير الأعمال الصلاة ، و إن الدين الذي ينجي هو الأسلام ، وأن التفكير الناقد لايعطل التسليم بالمسلمات الشرعية الثابتة ، ولو لم يعرفها المرء ، فالطاعة لله و للرسول لاتعني معرفة كل شيئ ، لقد حلت عقد كثيرة من عرى الإسلام ولكن أحببنا أن نتمسك مع أولادنا بالعروة الوثقى ، فالفضاء عامر بالشياطين و السماء تحرسها الملائكة و أرواح الطيبين تصعد في السماء ، سيرزقنا الله صلاح أولادنا إذا زرعنا بهم تقاليد الأجداد من جديد ، فالعرب تحب الكرم و الجود ولايلدغ مؤمن من جحر مرتين .
كتبه من شاشة الأثير
لافي هليل الرويلي